للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الأزهريّ: ((المُسْطَار: هو الغُبَار المرتفع في السّماء، وقيل كان في الأصل: مُسْتَطَاراً؛ فحذفت التّاء؛ كما قالوا: اسْطَاعَ في موضع: استَطَاع، وقال عديّ بن الرّقاع:

مُسْطَارَةٌ ذَهَبَتْ فِي الرَّأسِ سَوْرَتُهَا

كَأَنّ شَارِبَهَا مِمّا بِهِ لَمُمُ ١

ويقوّي هذا أنّ الخمر تثب إلى الرّأس، وتنتشر انتشار الغُبار المرتفع؛ فتحجب عقل شاربها كما يحجب الغُبارُ الأشياءَ المحسوسةَ.

أمّا الثّالث (س ور) فهو على تقدير أنّ الطّاء في ((المُسْطَارِ)) مبدّلة من التّاء في ((المُسْتَار)) ووزنه (المُفْتَعَل) ثمّ قلبت تاء الافتعال طاءً؛ فقالوا: ((المُسْطَار)) فلعلّه مشتقّ من ((سَوْرَةِ الخمر)) وهو: حدّتها، ووُثوبها في الرّأس٢؛ فيكون الأصل قبل الإعلال: ((المُسْتَوَرَ)) .

ولا ترد هذه الأصول المحتملة إلاّ على رواية ضمّ الميم. أمّا رواية الكسر الّتي ذكرها الجوهريّ، فلا تحتمل إلا أصلين (س ط ر) على رواية السّين و (ص ور) على رواية الصّاد، وكأنّهما من الإبدال.

وممّا تداخلت أصوله بسبب اختلاف الحركة ((مَقْتَوِين)) في قول عمرو بن كلثوم:

مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينَا٣


١ التّهذيب ١٢/٣٢٩، وفي الدّيوان (ص ٧٥) : ((مصطارة)) بالصّاد.
٢ ينظر: اللّسان (سور) ٤/٣٨٣.
٣ نظر: ديوانه ٧٩، وشرح القصائد السّبع الطّوال ٤٠٢، وشرح القصائد المشهورات ٢/١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>