للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربّما قالوا: إنّها (تَفْعَلَة) بفتح العين ابتداءً، من وَرَيتُ بك زِنَادي، وقد ردّ الزّجاج على هذا بأنّ (تَفْعَلَة) لا تكاد توجد في كلام العرب، وعلى الأوّل بأنّ القلب من وزنٍ إلى وزنٍ لم يثبت في عموم كلامهم؛ فلم يقولوا في تَوْقِيَةٍ: تَوْقَاةٌ١.

و ((التَّوْرَاة)) على الوزنين من أصل واحد؛ وهو (وري) .

ومن ذلك اختلافهم في وزن ((سَيِّدٍ)) و ((مَيِّتٍ)) و ((هَيِّن)) وما شابهها؛ ولهم فيها ثلاثة مذاهب٢:

ذهب البصريّون إلى أنّه (فَيْعِل) على ظاهر اللّفظ والأصل عندهم ((سَيْوِدٌ)) و ((مَيْوِتٌ)) و ((هَيْوِنٌ)) فقلبت الواو ياءً لأجل الياء الساكنة قبلها ثمّ أدغمت٣.

وذهب الكوفيّون إلى أنّ وزنها في الأصل (فَعِيل) وتقديرها: ((سَوِيدٌ)) و ((مَوِيتٌ)) و ((هَوِينٌ)) وحداهم على ذلك أنّهم وجدوا (فَعِيْلاً) في كلام العرب؛ ولم يجدوا (فَيْعِلا) .


١ ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/٣٧٣، ٣٧٥، وسرّ الصّناعة ١/١٤٦، وشرح الشّافية للرضي ٣/٨١، ٨٢، ومعجم مفردات الإبدال والإعلال ٢٨٨، ٢٨٩، والجدول في إعراب القرآن ٢/٩٥.
٢ ينظر: الكتاب ٣/٦٤٢، ٤/٣٦٥، والأصول ٣/٢٦٢، وإعراب القرآن للنّحاس ١/١٤٣، والمنصف ٢/١٥، ١٦، والإنصاف ٢/٨٩٥-٩٠٤، والممتع ٢/٤٩٩، والمساعد ٤/٢٢.
٣ ينظر: اللّسان (سود) ٣/٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>