كتاب تداخل الأصول اللغوية وأثره في بناء المعجم

الفصل الثاني: أثر التداخل في بناء معاجم القافية - المبحث الأول: وضع الكلمة في غير موضعها - ج: 2 - ص: 770

بقوله: (مَرَزَ الصَّبيُّ ثدي أمِّه، يَمْرُزُ مَرْزاً؛ إذا اعتصر بأصابعه في رضاعه، وربّما سمّي الثّدي: المِرَازَ لذلك) ٢. ومثل ذلك في (اللّسان) ٣ فإن صحّ هذا فلا مكان لها في (ر وز) .

ومن ذلك أَنّه ذكر (بَلأَصَ) الرّجلُ؛ بمعنى فرَّ - في (ب ل ص) ٤ متابعاً الجوهريّ٥. والرّاجح أنَّ الكلمة رباعيّة؛ كما تقدَّم؛ لأنّ زيادة الهمزة حشواً قليل؛ ولا دليل على زيادتها هنا.

ومما يدلّ على أنّها رباعيّة أنّ ابن فارس٦والأزهريّ٧ ذهبا إلى أنّ الهمزة فيهما مبدلة من الهاء، والأصل (ب ل هـ ص) . ويدلّ على ذلك - أيضاً - أنّ الفيروزآباديّ نفسه عدل عن الثّلاثيّ إلى الرُّباعيّ في الكلمة نفسها في حال الإبدال؛ فذكر قولهم (بَلأزَ) الرّجلُ بمعنى فرَّ - في الرُّباعيّ (ب ل أز) ٨ وذكر (بَلْهَصَ) بمعناها في الرُّباعيّ (ب ل هـ ص)

---

١ ينظر: التكملة (روز) ٣/٢٧٠.
٢ الجمهرة ٢/٧١٠.
٣ ينظر: اللّسان (مرز) ٥/٤٠٨.
٤ ينظر: القاموس ٧٩١.
٥ ينظر: الصِّحاح (بلص) ٣/١٠٣٠.
٦ ينظر: المقاييس ١/٣٣٢.
٧ ينظر: التهذيب ٦/٥١٨.
٨ ينظر: القاموس ٦٤٧.
٩ ينظر: القاموس ٧٩١.