للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك انتقاده الجوهريّ في قولهم (تَمَعْدَدُوا) أي: تشبَّهوا بعيش مَعَدّ١، وفي قول القائل: أجد لهذا حَرْوَةً في فمي؛ أي: حرارةً٢، وفي قولهم في المثل: لا تعظيني وتَعَظْعَظِي؛ أي: لا توصيني وأوصي نفسكِ٣، وغير ذلك ممَّا لم يتعرّض له ابن برّي بالنّقد.

وثَمَّةَ مواضع سكت عنها الصَّفَدِيّ؛ على الرّغمِ من تعرض ابن برّي لها بالنّقد؛ كنقده أصل (القَضَّاء) من الإبل٤،وأصل (فِلَسْطِين) ٥.

ومما يلفت النّظر أنّ مواضع الاتفاق بينهما لم تخل كذلك من بعض اختلاف.

وللصَّفَدِيّ في هذا النّوع أربعة طرق:

أوّلها: أن يتصرّف فيما ينقله عن ابن برّي، ويضيف إليها أشياء من عنده؛ وخير مثال لذلك ما جاء في كلامه عن (التّابُوت) ٦ وكذلك ما ذكره من نقد في كلمة (الحَوْأب) ٧.

وثانيها: أن ينقل عن ابن برّي ناسباً الفضل لأهله؛ دون أن


١ ينظر: نُفوذُ السَّهم ٥٣ب، والصحاح (عدد) ٢/٥٠٦.
٢ ينظر: نُفوذُ السَّهم ٦٣أ، ب، والصحاح (حرر) ٢/٦٢٨.
٣ ينظر: نُفوذُ السَّهم ٩١ب، والصحاح (عظظ) ٣/١١٧٤.
٤ ينظر: اللّسان (قضض) ٧/٢٢٣.
٥ ينظر: اللّسان (فلسط) ٧/٣٧٣.
٦ ينظر: نُفوذُ السَّهم ١٤أ، ويوازن بما في التنبيه والإيضاح (توب) ١/٤٥.
٧ ينظر: نُفوذُ السَّهم١٦أ، ويوازن بما في التنبيه والإيضاح (حوب) ١/٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>