للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المثال الثّاني: وهّم الفيروزآباديّ الجوهريَّ في أصل كلمة (فَارَةِ المِسْكِ) وذكر أنّ الصّواب إيرادها في (ف ور) لفوران رائحتها١ وليس (ف أر) كما فعل الجوهريّ٢، فقال زاده: "الفأرة هي الحيوان المعروف، وجمعها فئران، وفأرة المسك نافجته، وهي وعائه...وقد غلط من قال من الفقهاء وغيرهم: إنّ الفارة لا تهمز، وفرّق بين فارة المسك وغيرها من الحيوان، بل الصّواب أنّ الجميع مهموز، وتخفيفه بترك الهمز، كما في نظائره، كراسٍ وشبهه"٣ وذكر أنّ ابن مالك جمع بين الفارتين في الهمز٤.

ولم يكن أمر الدِّفاع عن الجوهريّ ليحجب عن صاحب (الدُّرّ اللَّقيط) ما في (الصِّحاح) من خطأ أو خلاف المشهور في الأصول فثَمَّة مواضع وافق فيها صاحب (القاموس) وأيّده فيما انتقده؛ كحديثه في كلمة (جَبَذَ) وأنّها ليست مقلوبة من (جذب) ٥ بل أصل مستقلٌّ برأسه؛ خلافاً للجوهريّ، فأيده زاده، وعضد قوله بقول الحريري٦.

ومنه دفاعه عن الفيروزآباديّ؛ الَّذي انتقد الجوهريّ في أصل


١ ينظر: القاموس (فأر) ٥٨٣.
٢ ينظر: الصِّحاح (فأر) ٢/٧٧٧.
٣ الدُّرّ اللَّقيط ١٠٠ب، ١٠١أ.
٤ ينظر: إكمال الإعلام٢/٤٧٣.
٥ ينظر: القاموس (جبذ) ٤٢٣.
٦ ينظر: الدُّرّ اللَّقيط ٧٨أ، ب، وينظر: رأي الحريري في درّة الغوّاص ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>