للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحسن الظن بالله جل وعلا؛ بأن ربه رؤوف رحيم، كما جاء بذلك الحديث١ عن النبي صلى الله عليه وسلم "٢.

وما ذكره الشيخ الأمين -رحمه الله- عن الخوف والرجاء، وحال العبد بينهما أوضحه شارح الطحاوية -رحمه الله- بقوله: "فالرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان قنوطاً ويأساً. وكلّ واحد إذا خفته هربت منه إلا الله تعالى، فإنك إذا خفته هربت إليه؛ فالخائف هارب من ربه إلى ربه" ٣.

ثم بين شارح الطحاوية أيضاً موقف العبد من الخوف والرجاء في حياته فقال: "قيل: إنّ العبد ينبغي أن يكون رجاؤه في مرضه أرجح من خوفه، بخلاف زمن الصحة، فإنه يكون خوفه أرجح من رجائه" ٤.

أنواع الخوف:

وفي الأشرطة يوضح الشيخ الأمين -رحمه الله- الخوف المذموم، والفرق بينه وبين الخوف الطبيعي الذي جبل عليه الإنسان؛ فيقول -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى: {وَلَمْ يَخْشَ إِلاّ اللَّهَ} ٥: "في هذه الآية الكريمة، وأمثالها في القرآن الكريم سؤال معروف، وهو أن يقال: لا يوجد أحد إلا وهو يخشى من غير الله، ويخاف من غير الله؛ لأنّ كل المخاوف والمحاذير جُبلت طبائع البشر على الخوف والخشية منها، والذي لم يخف شيئاً من


١ يقصد قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يحسن الظنّ بالله عز وجلّ".
(رواه مسلم في صحيحه ٤/٢٢٠٦) .
٢ الشريط الأول من سورة التوبة، الوجه الثاني.
٣ شرح الطحاوية ص٣٧١-٣٧٢.
٤ المصدر نفسه ص٣٧٢. وانظر: مدارج السالكين ٢/٥١.
٥ سورة التوبة، الآية [١٨] .

<<  <  ج: ص:  >  >>