للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذنوب، بل نراه يحذر المسلمين من الوعيد الذي توعد الله به من يتهاون في تنفيذ أوامره، أو يقصر في تحكيم شريعته بأنّ عاقبته وخيمة –عياذاً بالله تعالى-.

قال -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ..} الآية١: "اعلم أن كل مسلم يجب عليه في هذا الزمان تأمل هذه الآيات من سورة محمد، وتدبرها، والحذر التامّ مما تضمنته من الوعيد الشديد؛ لأنّ كثيراً ممن ينتسبون للمسلمين داخلون بلا شك فيما تضمنته من الوعيد الشديد؛ لأنّ عامة الكفار من شرقيين وغربيين كارهون لما نزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , وهو هذا القرآن، وما يبينه به النبي صلى الله عليه وسلم من السنن، فكل من قال لهؤلاء الكفار الكارهين لما نزّل الله: سنطيعكم في بعض الأمر؛ فهو داخل في وعيد الآية، وأحرى من ذلك من يقول لهم: سنطيعكم في كل الأمر؛ كالذين يتبعون القوانين الوضعية مطيعين بذلك للذين كرهوا ما نزل الله، فإنّ هؤلاء لا شك أنهم ممن تتوفاهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم، وأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه، وأنه محبط أعمالهم، فاحذر كل الحذر من الدخول في الذين قالوا: سنطيعكم في بعض الأمر" ٢.

والشيخ الأمين -رحمه الله- يفرق بين النظام الإداري الذي ينظم الأمور بدون مخالفة للشرع؛ فهذا لا يمنعه، أما النظام المخالف لتشريع خالق السموات والأرض فالعمل به كفر بالله العظيم.

يقول -رحمه الله-: "اعلم أنه يجب التفصيل بين النظام الوضعي الذي يقتضي تحكيمه الكفر بخالق السموات والأرض، وبين النظام الذي لا يقتضي ذلك، وإيضاح ذلك: أن النظام قسمان: إداري وشرعي" ٣.


١ سورة محمد، الآية [٢٥] .
٢ أضواء البيان ٧/٥٨٩-٥٩٠. وانظر المصدر نفسه ٧/١٨١.
٣ أضواء البيان ٤/٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>