للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: "وهذا لا حجة فيه؛ لأننا لا ننكر أن يكون التخييل وغيره من جملة السحر، ولكن ثبت وراء ذلك أمور جوزها العقل، وورد بها السمع؛ فمن ذلك ما جاء في هذه الآية١من ذكر السحر وتعليمه، ولو لم يكن له حقيقة لم يكن تعليمه، ولا أخبر تعالى أنهم يعلمونه الناس، فدلّ على أنّ له حقيقة" ٢.

وأخيراً أختم كلام العلماء في هذا الجانب بقول أحد أئمة الدعوة البارزين؛ وهو الشيخ سليمان بن عبد الله -رحمه الله- الذي قال: "وقد زعم قوم من المعتزلة وغيرهم أن السحر تخييل لا حقيقة له، وهذا ليس بصحيح على إطلاقه، بل منه ما هو تخييل، ومنه ما له حقيقة" ٣.

حكم استعمال السحر، وتعلمه:

أوضح الشيخ الأمين –رحمه الله- أن قول جمهور العلماء –منهم أبو حنيفة، ومالك، وأصحاب أحمد، وغيرهم- في الذي يستعمل السحر ويتعلمه أنه يكفر بذلك. وفي رواية عن أحمد ما يقتضي عدم كفره. وفصل الشافعي -رحمه الله- في هذه المسألة، فقال: "إذا تعلم السحر، قلنا له: صف لنا سحرك. فإن وصف ما يوجب الكفر؛ مثل ما في سحر أهل بابل من التقرب للكواكب، وأنها تفعل ما يطلب منها فهو كافر. وإن كان لا يوجب

الكفر: فإن اعتقد إباحته فهو كافر، وإلا فلا" ٤.


١ يعني قوله تعالى في سورة البقرة، الآية [١١٦] ?فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه?.
٢ الجامع لأحكام القرآن ٢/٣٢.
٣ تيسير العزيز الحميد ص٣٨٣.
٤ انظر: أضواء البيان ٤/٤٥٥. وانظر أيضاً: شرح النووي على صحيح مسلم ١٤/١٧٦. والمغني ١٢/٣٠٠. وتيسير العزيز الحميد ص٣٨٤. وكتاب الدين الخالص ٢/٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>