للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبيه، ولا أمته صلى الله عليه وسلم بالتنقيب عن قلوب الناس، بل بالاكتفاء بالظاهر. وما يخفونه في سرائرهم أمره إلى الله تعالى" ١.

وأما ساحر أهل الكتاب: فيؤكد -رحمه الله- أنه يقتل، فيقول: "وأظهر الأقوال عندنا أنه لايكون أشد حرمة من ساحر المسلمين، بل يقتل كما يقتل ساحر المسلمين" ٢.

وأما من استدلّ بقصة لبيد بن الأعصم على عدم قتل ساحر أهل الكتاب: فقد ردّ الشيخ الأمين -رحمه الله-، وبين سبب عدم قتل لبيد بن الأعصم مع أنه سحر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "بينت الروايات الصحيحة أنه ترك قتله اتقاء إثارة فتنة. فدلّ على أنه لولا ذلك لقتله. وقد ترك المنافقين لئلا يقول الناس محمد يقتل أصحابه، فيكون في ذلك تنفير عن دين الإسلام، مع اتفاق العلماء على قتل الزنديق؛ وهو عبارة عن المنافق –والله أعلم-"٣.

وأما المرأة الساحرة: فيرجح -رحمه الله- أن حكمها حكم الرجل على التفصيل المتقدم، فيقول: "وأظهر القولين عندي: أن المرأة الساحرة حكمها حكم الرجل الساحر، وأنها إن كفرت بسحرها قتلت كما يقتل الرجل؛ لأن لفظة (من) في قوله: "من بدل دينه فاقتلوه " ٤ تشمل الأنثى على أظهر القولين وأصحهما إن شاء الله تعالى. ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} الآية٥؛ فأدخل الأنثى في لفظة (من) ، وقوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنّ} الآية٦


١ المصدر نفسه ٤/٤٥٨.
٢ أضواء البيان ٤/٤٧١.
٣ المصدر نفسه ٤/٤٧١.
٤ تقدم تخريجه قبل صفحتين.
٥ سورة النساء، الآية [١٢٤] .
٦ سورة الأحزاب، الآية [٣٠] .

<<  <  ج: ص:  >  >>