للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتبادر إلى الذهن في نحو قوله تعالى: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} ١، والظاهر المتبادر من اليد بالنسبة للخالق في نحو قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ٢ إنها صفة كمال وجلال لائقة بالله جل وعلا، ثابتة له على الوجه اللائق بكماله وجلاله" ٣.

الشبهة الثانية: قولهم أن التأويل إجماع:

يرى المتأولة أن التأويل مجمع عليه. وقد تقدم قول المقري في إضاءته:

فاصرفه عن ظاهره إجماعاً

واقطع عن الممتنع الأطماعا٤

وقد كذب الشيخ -رحمه الله- حكاية هذا الإجماع، وبين أنه لا أساس له من الصحة. وعقب على قول المقري بقوله: "إجماع مفقود أصلاً، ولا وجود له البتة؛ لأنه مبني على شرط مفقود لا وجود له البتة؛ فالإجماع المعدوم المزعوم لم يرد في كتاب الله، ولا في سنة رسوله، ولم يقله أحد من أصحاب رسول الله، ولا من تابعيهم ولم يقله أحد من الأئمة الأربعة، ولا من فقهاء الأمصار المعروفين. وإنما لم يقولوا بذلك؛ لأنهم يعلمون أن ظواهر نصوص الوحي لا تدل إلا على تنزيه الله عن مشابهة خلقه. وهذا الظاهر الذي هو تنزيه الله لا داعي لصرفها عنه كما ترى"٥.

وقد سبق الشيخ الأمين -رحمه الله- إلى القول بأن التأويل ليس من طريقة السلف كل من شيخ الإسلام ابن تيمية٦، والذهبي٧، وغيرهما. بل


١ سورة المائدة، الآية [٣٨] .
٢ سورة ص، الآية [٧٥] .
٣ أضواء البيان ٧/٤٤٥. وانظر المصدر نفسه ٢/٣١٩، ٧/٤٥١.
ومنهج ودراسات ص٣٥. ومنع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز –الملحق بأضواء البيان ١٠/٥٥.
٤ إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة ص١٤٨.
٥ أضواء البيان ٧/٤٥١-٤٥٢.
٦ الفتاوى ٦/٣٩٤.
٧ سير أعلام النبلاء ١٠/٦١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>