للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد أن ذكر الشيخ الأمين –رحمه الله- من رجعوا من أئمة أهل التأويل عن مذهبهم إلى معتقد السلف١، وجه نداء إلى المتعصبين من المتأولة يحثهم فيه على الرجوع إلى الحق والتزام معتقد سلف هذه الأمة؛ فقال -رحمه الله-: "فيا أيها المعاصرون المتعصبون لدعوى أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها خبيث لا يليق بالله لاستلزامه التشبيه بصفات الخلق، وأنها يجب نفيها وتأويلها بمعان ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا أحد من أصحابه، ولا من التابعين. فمن هو سلفكم في هذه الدعوى الباطلة المخالفة لإجماع السلف؟ إن كنتم تزعمون أن الأشعري يقول مثل قولكم، وأنه سلفكم في ذلك فهو بريء منكم ومن دعواكم. وهو مصرح في كتبه التي صنفها بعد الرجوع عن الاعتزال أن القائلين بالتأويل هم المعتزلة، وهم خصومه وهو خصمهم، كما أوضحنا كلامه في الإبانة والمقالات، وقد بينا أن أساطين القول بالتأويل قد اعترفوا بأن التأويل لا مستند له، وأن الحق هو اتباع مذهب السلف، كما أوضحنا ذلك عن أبي بكر الباقلاني، وأبي المعالي الجويني، وأبي حامد الغزالي، وأبي عبد الله الفخر الرازي، وغيرهم ممن ذكرنا" ٢.

وفي الختام يوصيهم بتقوى الله، وعدم التعرض لصفاته بالتحريف أو التعطيل، وألا يقولوا على الله بغير علم، فيقول -رحمه الله-: "وفي الختام نوصي أنفسنا وإخواننا المسلمين بتقوى الله تعالى، وعدم التهجم على الله تعالى وعلى كتابه بالدعاوى الباطلة، والتمسك بنور الوحي الصحيح في


١ وممن رجع إلى معتقد السلف، ولم يذكره الشيخ الأمين –رحمه الله- الإمام أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين المتوفي سنة (٤٣٨هـ) . وقد ألف رسالة سماها: (إثبات الاستواء والفوقية) ينصح فيها إخوانه بالرجوع إلى معتقد السلف، ويثبت فيها رجوعه إلى معتقد السلف. وهي تقع في (١٢) صفحة.
(انظر: مجموعة الرسائل المنيرية ١/١٧٤-١٧٨. وانظر أيضاً: الأعلام ٤/١٤٦-١٤٧) .
٢ أضواء البيان ٧/٤٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>