للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل شيء، حتى الأنين في المرض وهذا ظاهر قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ١؛ لأن قوله: {مِنْ قَوْلٍ} : نكرة في سياق النفي زيدت قبلها لفظة: {مِنْ} ، فهي نص صريح في العموم. وقال بعض العلماء٢: لا يكتب من الأعمال إلا ما فيه ثواب أو عقاب؛ وكلهم مجمعون على أنه لا جزاء إلا فيما فيه ثواب أو عقاب فالذين يقولون لا يكتب إلا ما فيه ثواب أو عقاب، والذين يقولون يكتب الجميع: متفقون على إسقاط ما لا ثواب فيه ولا عقاب، إلا أن بعضهم يقولون: لا يكتب أصلاً، وبعضهم يقولون: يكتب أولاً، ثم يمحى. وزعم بعضهم أن محو ذلك، وإثبات ما فيه ثواب وعقاب هو معنى قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِت} الآية٣. والذين قالوا: لا يكتب ما لا جزاء فيه، قالوا: إن في الآية نعتاً محذوفاً سوغ حذفه العلم به: لأن كل الناس يعلمون أن الجائز لا ثواب فيه ولا عقاب، وتقدير النعت المحذوف: ما يلفظ من قول مستوجب للجزاء" ٤.

الجن:

أما الجن: فقد خلقوا من النار، كما قال تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} ٥.

وهم أمة مكلفة بالعبادة؛ فمنهم المؤمن، والكافر، والعاصي؛ قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأنْسَ إلاّ لِيَعْبُدُون} ٦. وقال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالأنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} ٧، وقال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان} ٨.


١ سورة ق، الآية [١٨] .
٢ قاله عكرمة. [انظر الجامع لأحكام القرآن ١٧/٩] .
٣ سورة الرعد، الآية [٣٩] .
٤ أضواء البيان ٧/٦٥١.
٥ سورة الحجر، الآية [٢٧] .
٦ سورة الذاريات، الآية [٥٦] .
٧ سورة الأحقاف، الآية [١٨] .
٨ سورة الرحمن، الآية [٤٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>