للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا التعريف الذي أخذ به الشيخ الأمين –رحمه الله- أسلم من غيره من التعريفات؛ لذلك ارتضاه غير واحد من العلماء السابقين؛ منهم البيضاوي١-رحمه الله- الذي قال في الفرق بين النبي والرسول: "الرسول من بعثه الله بشريعة مجددة يدعو الناس إليها، والنبي يعمه، ومن بعثه لتقرير شرع سابق؛ كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهما السلام. لذلك شبه النبي صلى الله عليه وسلم علماء أمته بهم، فالنبي أعم من الرسول"٢.

ولشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعريف قريب من هذا التعريف؛ يقول فيه -رحمه الله-: "فالنبي هو الذي ينبئه الله، وهو ينبئ بما أنبأ الله به، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول، وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله، ولم يرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول. إلى أن قال: فقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} ٣ دليل على أن النبي مرسل، ولا يسمى رسولاً عند الإطلاق؛ لأنه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه، بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعالم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء." ٤"٥.


١ هو ناصر الدين عبد الله بن عمر الشيرازي. ولد في مدينة البيضاء بفارس، وتوفي سنة [٦٨٥هـ] .
(انظر: البداية والنهاية ١٣/٣٢٧. وشذرات الذهب ٥/٣٩٢. والأعلام ٤/١١٠) .
٢ أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي ٤/٥٧.
٣ سورة الحج، الآية [٥٢] .
٤ أخرجه أبوداود في سننه ٤/٥٧، رقم ٣٦٤١. وقال الألباني في مشكاة المصابيح (١/٧٤، رقم٢١٢) : إسناده حسن.
٥ النبوات ص٢٥٥-٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>