للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن إطلاق إيتاء العلم على النبوة قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} ١، وقوله: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} الآية٢، إلى غير ذلك من الآيات"٣.

ثم تابع -رحمه الله- ذكر أدلته في نصرة هذا القول، فقال: "ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها. والاستدلال بالأعم على الأخص فيه أن وجود الأعم لايستلزم وجود الأخص كما هو معروف. ومن أظهر الأدلة في أن الرحمة والعلم اللدني اللذين امتن الله بهما على عبده الخضر عن طريق النبوة والوحي، قوله تعالى عنه: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} ٤؛ أي وإنما فعلته عن أمر الله جل وعلا، وأمر الله إنما يتحقق عن طريق الوحي؛ إذ لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي من الله جل وعلا، ولاسيما قتل الأنفس البرئية في ظاهر الأمر، وتعييب سفن الناس بخرقها؛ لأن العدوان على أنفس الناس وأموالهم لايصح إلا عن طريق الوحي من الله تعالى. وقد حصر تعالى طريق الإنذار في الوحي في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ} ٥، و (إنما) صيغة حصر"٦.

وقد ساق -رحمه الله- أدلة أخرى في تحقيق نبوة الخضر، أبرزها بقوله:


١ سورة النساء، الآية [١١٣] .
٢ سورة يوسف، الآية [٦٨] .
٣ أضواء البيان ٤/١٥٨.
٤ سورة الكهف، الآية [٨٢] .
٥ سورة الأنبياء، الآية [٤٥] .
٦ أضواء البيان ٤/١٥٨-١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>