للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنامية؛ كما رأى في النوم أنهم دخلوا المسجد الحرام، فجاءت تلك الرؤيا كفلق الصبح، فدخلوا المسجد الحرام في عمرة القضاء عام سبع يقظة لامناماً، تصديقاً لتلك الرؤيا، كما قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِين} الآية١. ويؤيد ذلك حديث عائشة الصحيح: "فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح"٢، مع أن جماعة من أهل العلم قالوا: إن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ساء حفظه في تلك الرواية المذكورة عن أنس، وزاد فيها ونقص، وقدم وأخر. ورواها عن أنس غيره من الحفاظ على الصواب، فلم يذكروا المنام الذي ذكره شريك المذكور٣. وانظر رواياتهم بأسانيدها ومتونها في تفسير ابن كثير٤ -رحمه الله تعالى-؛ فقد جمع طرق حديث الإسراء جمعاً حسناً بإتقان"٥.

ثالثاً: إخباره عن ترك الإبل، وتعطيلها آخر الزمان:

ذكر الشيخ الأمين -رحمه الله- حديث أبي هريرة، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لينزلن ابن مريم حكماً عادلاً، فليكسرن الصليب، وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال، فلا يقبله أحد "٦.

ثم قال -رحمه الله- معلقاً على هذا الحديث: "ومحل الشاهد من هذا الحديث الصحيح: قوله صلى الله عليه وسلم: "ولتتركن القلاص فلا


١ سورة الفتح، الآية [٢٧] .
٢ أخرجه البخاري في صحيحه ١/٣.
٣ انظر: شرح النووي على صحيح مسلم ٢/٢٠٩-٢١٠. وزاد المعاد لابن القيم ٣/٤٢.
٤ تفسير القرآن العظيم ٣/٢-٢٢.
٥ أضواء البيان ٣/٣٩٣-٣٩٤.
٦ أخرجه مسلم في صحيحه ١/١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>