للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البرهان الأول: خلق الناس

استدلّ الشيخ الأمين -رحمه الله- على أنّ من خلق الناس من العدم قادر على إعادتهم بعد فنائهم؛ حيث قال -رحمه الله-: "خلق الناس أولاً المشار إليه بقوله: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} ١، لأنّ الإيجاد الأول أعظم برهان على الإيجاد الثاني.

وقد أوضح ذلك في آيات كثيرة كقوله: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} الآية٢، وقوله: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} ٣، وكقوله: {فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّة} ٤، وقوله: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّة} ٥، وقوله: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ} الآية٦، وكقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} ٧، وكقوله: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى} ٨. ولذا ذكر تعالى أنّ من أنكر البعث فقد نسي الإيجاد الأول؛ كما في قوله: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ} الآية٩، وقوله: {وَيَقُولُ الإنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً أَوَلا يَذْكُرُ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً} ١٠.


١ سورة البقرة، الآية [٢١] .
٢ سورة الروم، الآية [٢٧] .
٣ سورة الأنبياء، الآية [١٠٤] .
٤ سورة الإسراء، الآية [٥١] .
٥ سورة يس، الآية [٧٩] .
٦ سورة ق، الآية [١٥] .
٧ سورة الحج، الآية [٥] .
٨ سورة الواقعة، الآية [٦٢] .
٩ سورة يس، الآية [٧٨] .
١٠ سورة مريم، الآيتان [٦٦-٦٧] .

<<  <  ج: ص:  >  >>