للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون. ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم –أو قال بخطاياهم- فأماتهم الله إماتة، حتى إذا كانوا فحما أذن في الشفاعة ... " ١.

وقد أوضح الشيخ الأمين –رحمه الله- هذه المسألة، ودرسها من جوانب عدة في معرض تفسيره لبعض الآيات المتعلقة بالموضوع؛ فقد أشار في مواضع إلى بقاء أهل النار وعدم موتهم، وذكر الأدلة على ذلك. وأكد في مواضع أخرى عدم خروج الكفار من النار، بل خلودهم الأبدي فيها. وأفاض -رحمه الله- في أماكن متفرقة في تقرير عدم فناء النار، وردّ على من قال بذلك.

ومن كلامه يرحمه الله في عدم موت أهل النار، ما قاله عند تفسير قوله تعالى: {َنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} ٢:

"وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} دليل على أنهم لا يجابون إلى الموت بل يمكثون في النار معذبين إلى غير نهاية. وقد دلّ القرآن العظيم على أنهم لا يموتون فيها فيستريحوا بالموت، ولا تفنى هي عنهم، ولا يخفف عنهم عذابها، ولا يخرجون منها. أما كونهم لا يموتون فيها: فالذي دلّ عليه قوله هنا: {قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} ٣قد دلت عليه آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى} ٤، وقوله تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى} ٥، وقوله تعالى:


١ أخرجه مسلم في صحيحه ١/١٧٢.
٢ سورة الزخرف، الآية [٧٧] .
٣ سورة الزخرف، الآية [٧٧] .
٤ سورة طه، الآية [٧٤] .
٥ سورة الأعلى، الآيات [١١-١٣] .

<<  <  ج: ص:  >  >>