وفي سؤال طرحته على الدكتور/ محمد الخضر الناجي؛ سألته هل اكتسب الشيخ - رحمه الله - العقيدة السلفية بالتعلم؟ فأجاب حفظه الله قائلاً: الشيخ بعد أن تعلم على العلماء في بلده صار له رأيه الحرّ والخاص، ونظرته الثاقبة إلى الوحي خاصة، ولذلك كاد أن يكون موصوفاً ببعض الشذوذ في بعض المسائل وهو هناك قبل مجيئه؛ نظرا لأنه كان يفتي بالوحي، بينما المفتون كانوا يفتون بالفقه فقط. فكأنّ يدا استعمارية خبيثة بثت في المعمورة أنّ الرجوع في الفتيا إلى القرآن والسنة لا يمكن إلا للعلماء المجتهدين الكبار، وعلى من دونهم أن يلتزم بالفقه والمذهب، فصار الوحي لايدرس هناك، لا كرها له ولا عدم اعتبار له، ولكن اتقاء لله، وأنّ الكلام به من قبيل الكلام بالرأي. فصارت هناك هيبة وسياج عظيم حتى تعطلت أدلة الوحي. ولكنّ الشيخ فهم أنّ هذا الرأي غير صحيح فخرج عليه، وقد تكلم في رحلة الحج عن العقيدة كلاماً ممتازاً مرتباً نفهم منه أنه بدأ يستقرّ في فهم العقيدة قبل أن يصل إلى هذه الديار ويستقرّ بها.
وسمعته يقول:"إنه في أواخر أيامه في موريتانيا تبين له أنّ الطريقة السلفية صحيحة، واعتنقها وهو في موريتانيا.
فهو قد توصل بنفسه إلى العقيدة الصحيحة؛ بسبب فهمه الثاقب وذكائه المفرط، ولا أعلم أنه تأثر بأحد أو قلده".
ثم سألت الشيخ محمد الناجي أيضاً:"هل استفاد الشيخ الأمين - رحمه الله - من شيخه محمد بن صالح في العقيدة؟ فأجاب قائلاً معظم العلماء الذين هناك أشعريون، وما أظنّ أنه استفاد منه في العقيدة، وما مرّ بي هذا، ولا أظنك تلقى أحدا يقول ذلك بل استفاد من الشيخ المذكور في الفقه، والشيخ محمد بن صالح، وإن كان ينكر البدع، لكنه ليس سلفياً".
ثمّ سألته مستفهما:"إني سمعت أنّ الشيخ - رحمه الله - درس العقيدة السلفية في موريتانيا قبل استقراره بالمملكة؟ فقال: "أنا ماسمعت بهذا،