للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد سأله رجل وهو يلقي درساً في بيته عن الصفات، فقال له: "أكنت تقول هذا في بلدك؟ قال: نعم كنت أقول به".

ويؤكد الأستاذ محمد الأمين بن الحسين بشدة أنّ عقيدة الشيخ - رحمه الله - هي عقيدة السلف، لم تتغير، ولم يطرأ عليها شيء، ويقول: "هذا الذي أعرف عنه، ومن قال غير ذلك فقد غلط، لأنه لم يلازمه - رحمه الله - مثلي؛ فقد كتبت الجزء الرابع والخامس بغير إملاء، والسادس والسابع بإملاء، لأنه - رحمه الله - ضعف عن الكتابة".

وحدثني ابنه عبد الله أنه سأل الشيخ محمد بن عبد الله عن معتقد والده الشيخ الأمين؟ فقال لي: "إني رأيت الشيخ في جدة؛ يعني وقت مجيئه من بلاده. وسألني عن معتقد أهل البلاد هنا، فقلت له: إنهم يثبتون ما أثبت الله لنفسه، وينفون ما نفى الله عن نفسه، ويقفون مع النصوص. فقال هذه عقيدتي التي أدين الله بها".

وقد استشكلت الباحثة/سميرة بنت صقر آل محمد في عقيدة الشيخ - رحمه الله-: "هل أخذها عن شيخ، أم أنه اعتمد على نفسه في تحصيلها؟ " ثمّ مالت إلى أنه تلقاها عن بعض مشايخه أيام الطلب، وبالذات الشيخ محمد بن صالح، الشهير بابن أحمد الأفرم١.

والذي يظهر لي أنّ الشيخ - رحمه الله - لم يدرس عقيدة السلف على أحد، وإنما تحصل عليها بنفسه. أما في أول طلبه فيبدو أنه درس على معتقد الأشاعرة؛ لأنّ أغلب مايوجد من المشايخ على طريقة الأشاعرة في العقيدة، خاصة بعد أن ألف أحمد المقري إضاءته في العقيدة الأشعرية؛ وهي منظومة كانت تدرس لسهولة حفظها. هذا ما أكده لي بعض تلاميذ الشيخ - رحمه الله -٢.


١ انظر: الشنقيطي، ومنهجه في التفسير ص٥٥.
٢ منهم الدكتور محمد الخضر الناجي.

<<  <  ج: ص:  >  >>