للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتطهير والتمحيص، كما أشار له تعالى بقوله: {وَلا يُزَكِّيهِمْ} ١، وبقوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} ٢. والعلم عند الله تعالى"٣.

والقول بعدم فناء النار –الذي نصره الشيخ الأمين –رحمه الله- ودلل له، وردّ على الشبه التي أوردها المخالفون، وناقشهم مناقشة جادة مبطلا بذلك مذهبهم- هذا القول هو معتقد أهل السنة والجماعة. أما ما نسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم رحمهما الله من القول بفناء النار فلا يصح؛ إذ لا يوجد في مؤلفات شيخ الإسلام -رحمه الله- على كثرتها- ما يدلّ على أنه قال بهذا القول، بل تجده دائما يؤكد على عدم فناء النار؛ من ذلك قوله: "وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أنّ من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية؛ كالجنة والنار والعرش، وغير ذلك ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين؛ كجهم بن صفوان، ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة وأئمتها"٤.

وأما ابن القيم -رحمه الله-: فقد حقق موقفه د/علي بن علي جابر اليماني؛ حيث قال: "إنّ للعلامة ابن القيم في هذه المسألة ثلاثة مواقف: الأول: الميل٥ إلى القول بفناء النار:


١ سورة البقرة، الآية [١٧٤] .
٢ سورة آل عمران، الآية [١٧٨] .
٣ دفع إيهام الاضطراب ١٠/١٢٧-١٢٨.
٤ الفتاوى ١٨/٣٠٧.
وقد كتب د/علي بن علي جابر اليماني رسالة في الذبّ عن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وردّ ما اشتهر على ألسنة بعض الناس من نسبة القول بفناء النار إليهما. وقد أورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية خمسة عشر نصا من كلام ابن تيمية نقلها من كتبه المعتمدة، يؤكد في هذه النصوص كلها على عدم فناء النار.
(انظر كشف الأستار لإبطال ادعاء فناء النار ص٦٠-٦٩) .
٥ كون الإمام ابن القيم -رحمه الله- ينصر هذا الوجه على سبيل المناظرة لا يدل على الميل، بل المشهور عنه، الجزم بعدم فنائها.

<<  <  ج: ص:  >  >>