للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول الزمخشري الذي أساء الأدب مع كلام الله، وضرب لهذه الآية مثلا بقوله: "ونظيره أن يقول العدلي للمجبر: إن كان الله تعالى خالقا للكفر في القلوب ومعذبا عليه عذابا سرمدا، فأنا أول من يقول هو شيطان وليس بإله"١.

وقد ردّ الشيخ الأمين -رحمه الله- على هذا القول الشنيع وبين فساد معتقده، فقال: "فانظر قول هذا الضال في ضربه المثل في معنى هذه الآية الكريمة بقول الضال الذي يسميه العدلي: إن كان الله خالقا للكفر في القلوب..إلخ. فخلق الله للكفر في القلوب وتعذيبه الكفار على كفرهم مستحيل عنده كاستحالة نسبة الولد لله. وهذا المستحيل في زعمه الباطل إنما علق عليه أفظع أنواع المستحيل، وهو زعمه الخبيث أنّ الله إن كان خالقا للكفر في القلوب ومعذبا عليه فهو شيطان، لا إله إلا الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. فانظر رحمك الله فظاعة جهل هذا الإنسان بالله، وشدة تناقضه في المعنى العربي للآية؛ لأنه جعل قوله: إن كان الله خالقا للكفر ومعذبا عليه بمعنى {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} ٢؛ في أنّ الشرط فيهما مستحيل. وجعل قوله في الله أنه شيطان –لا إله إلا الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا- كقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أنا أول العابدين". فاللازم لكلامه أن يقول: لو كان خالقا للكفر فأنا أول العابدين. وقد أعرضت عن الإطالة في بيان بطلان كلامه وشدة ضلاله وتناقضه: لشناعته ووضوح بطلانه؛ فهي عبارات مزخرفة، وشقشقة لا طائل تحتها، وهي تحمل في طياتها الكفر والجهل بالمعنى العربي للآية، والتناقض الواضح.... ولا يخفى تصريح القرآن بأنّ الله خالق كلّ شيء؛ كما قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} الآية٣، وقال تعالى:


١ أضواء البيان ٧/٣٠٢.
٢ سورة الزخرف، الآية [٨١] .
٣ سورة الزمر، الآية [٦٢] .

<<  <  ج: ص:  >  >>