للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمتضادات؛ فقال: "ومنها ظهور آثار أسمائه القهرية؛ مثل القهار، والمنتقم، والعدل، والضارّ، والشديد العقاب، والسريع الحساب، وذي البطش الشديد، والخافض، والمذلّ. فإنّ هذه الأسماء والأفعال كمال لابدّ من وجود متعلقها.

ولو كان الجنّ والإنس على طبيعة الملائكة لم يظهر أثر هذه الأسماء.

ومنها ظهور آثار أسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه ومغفرته وسترة وتجاوزه عن حقه، وعتقه لمن شاء من عبيده. فلولا خلق ما يكرهه من الأسباب المفضية إلى ظهور آثار هذه الأسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد. وقد أشار النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى هذا بقوله: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم "١، ومنه ظهور آثار أسماء الحكمة والخبرة؛ فإنه الحكيم الخبير الذي يضع الأشياء مواضعها ... فهو أعلم حيث يجعل رسالاته، وأعلم بمن يصلح لقبولها ويشكره على انتهائها إليه، وأعلم بمن لايصلح لذلك ... "٢.


١ أخرجه مسلم في صحيحه ٤/٢١٠٦.
٢ شرح العقيدة الطحاوية ص٢٨١-٢٨٢.
وانظر: مدارج السالكين ١/٤٠٨-٤٠٩، وشفاء العليل ص٢٠٢-٢٠٣، ولوامع الأنوار البهية ١/٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>