للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمنطوق مقدم على المفهوم، مع أنّ مفهوم العدد ليس من أقوى المفاهيم"١.

ثمّ ذكر -رحمه الله- أمثلة للكبيرة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: "واعلم أنّ كبائر الإثم ليست محدودة في عدد معين. وقد جاء تعيين بعضها؛ كالسبع الموبقات؛ أي المهلكات لعظمها. وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أنها: "الإشراك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحقّ، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" ٢.

وقد جاءت روايات كثيرة٣عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في تعيين بعض الكبائر؛ كعقوق الوالدين، واستحلال حرمة بيت الله الحرام، والرجوع إلىالبادية بعد الهجرة، وشرب الخمر، واليمين الغموس، والسرقة، ومنع فضل الماء، ومنع فضل الكلأ، وشهادة الزور.

وفي بعض الروايات الثابتة في الصحيح عن ابن مسعود: " إنّ أكبر الكبائر: الإشراك بالله الذي خلق الخلق، ثمّ قتل الرجل ولده خشية أن يطعم معه، ثمّ زناه بحليلة جاره" ٤، وفي بعضها أيضا: " إنّ من الكبائر تسبب الرجل في سبّ والديه" ٥، وفي بعضها أيضا: أن "سباب المسلم


١ أضواء البيان ٧/١٩٩.
وانظر تحرير هذه المسألة، وبيان اختلاف العلماء في تعريف الكبيرة، وهل تحدد بعدد معين في المصادر التالية: تفسير الطبري ٥/٤١-٤٢. وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١١/٦٥٠. وشرح النووي على صحيح مسلم ٢/٨٥. وفتح الباري شرح صحيح البخاري ١٠/٤١٢. وشرح العقيدة الطحاوية ص٤١٤. وتفسير المنار لمحمد رشيد رضا ٥/٤٦.
٢ صحيح البخاري ٣/١٩٥.
٣ انظر تفسير الطبري ٥/٣٨.
٤ أخرجه البخاري في صحيحه٨/٢٠٧.ومسلم في صحيحه١/٩٠،مع اختلاف يسير.
٥ انظر صحيح مسلم ١/٩٢، ولفظ الحديث فيه: "من الكبائر شتم الرجل والديه ... " الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>