للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفسق"١.

وممن ذكر الإجماع على ذلك ابن بطال٢. وابن مجاهد٣.

وقال شيخ الإسلام -رحمه الله- أنه مذهب أهل الحديث٤.

وقال ابن حجر -رحمه الله- "وجوب طاعة الإمام الذي انعقدت له البيعة والمنع من الخروج عليه ولو جار في حكمه وأنه لاينخلع بالفسق) ٥.

ومما يدل على معتقد أهل السنة والجماعة في هذا الباب، وحفاظهم على اجتماع كلمة الأمة ودرء الفتنة عنها موقف الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- مع الخلفاء الثلاثة المأمون والمعتصم والواثق، مع ماحصل عليه من أذى كبير ليحمل على اعتقاد باطل، والأمة كانت تنتظر إشارة منه لنصرته، ومع ذلك يرى عدم المساس بجناب السلطان لما في ذلك من الفتن العظيمة التي لايعلم مداها إلا الله، فما أجدرنا بالاقتداء بهؤلاء الأعلام، سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن. نسأل الله أن يحفظنا راعيا ورعية من مضلات الفتن.

المسألة الثانية: هل للإمام أن يعزل نفسه؟

ذكر الشيخ الأمين -رحمه الله- في هذه المسألة قولين لأهل العلم، الأول: أنّ له عزل نفسه. وعزاه للقرطبي. والثاني: ليس له عزل نفسه؛ لأنه تقلد


١ نفس المصدر السابق بالجزء والصفحة.
٢ انظر فتح الباري ١٣/٩.
٣ انظر مراتب الإجماع لابن حزم ١٩٩.
٤ الفتاوى ٤/٤٤٤.
٥ فتح الباري ١٣/٧٧ ولشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كلام محرر في منهاج السنة حول هذا الموضوع. انظر ١/١١٥-١١٨، ٥٤٧-٥٦٥، ٤/٥٢٤-٥٤٨، ومما قاله -رحمه الله- (إن الأئمة هم الأمراء ولاة الأمور، وأنه يكره وينكر ما يأتونه من معصية الله ولاتنزع اليد من طاعتهم بل يطاعون في طاعة الله وأن منهم خياراً وشرارا..) منهاج السنة ١/١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>