عبارات تشبيه الحال بالحال وتقريب المنزلة من المنزلة. فقد يقول في أحدهما عبارة مشكلة، لكن التشبيه هو ما يبيّن مراده، ما دام هو نفسه قد صرّح بمنزلة الشبيه المشابه.
وليس بعيدا عن إفادة هذه العبارات إفادةُ عبارات المفاضلة بين الرواة أيضا، كأن يقول الناقد:«فلان فوق فلان»، أو:«دونه»، ونحو ذلك من عبارات المفاضلة، فلربما أعاننا ذلك على تحديد منزلة الراوي الذي أَشكَلَ علينا تحديدُ منزلته عند الناقد، لو كانت منزلةُ الراوي الذي فاضلَ بينه وبينه منزلةً أَوْضَحَ وأَبْينَ، فيُقاسُ الأقلُّ وضوحًا والمختلَفُ فيه بالراوي الأوضح منزلةً.
٤ - الحكم على حديث الراوي: فالحكم خلاصةُ رأيِ الناقد، فلو قال عن راو:«ليس بالقوي»، ثم إنه احتجّ بحديثٍ له، ربما دلَّ ذلك على أنه ما أراد بقوله «ليس بالقوي» الردَّ المطلق، وإنما أراد الردَّ المقيّدَ بما لا يحتمله ضبطُه من المفاريد.
رابعا: التنبّه إلى تفاوت درجات تَقبُّل ألفاظ الجرح والتعديل للتأوُّل، وأن منها ألفاظا يكثر استعمال النقاد لها في غير معناها الأصليِّ الغالبِ، وأن منها ألفاظًا أخرى يقلُّ استعمالُ النقاد لها في غير معناها الأصلي، وقد تصل هذه القِلّةُ درجةَ النُّدرةِ والاستبعاد.
حيث إن اللفظ كلما كَثُر خروجُه عن معناه الأصلي في استعمالات النقاد كان أَولى بالتأوّل وإخراجه عن دلالته الأصلية