للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليوافق دلالة اللفظ الذي عارضه، إذا كان اللفظُ المعارِض أقلَّ منه تَأوُّلًا في استعمالاتهم.

وإدراك الكثرة والقلة في الاستعمال - حتى الآن - لا يحددها إلا طولُ الممارسة ودقّة الخبرة بإطلاقات الجرح والتعديل عند أئمة النقد، مما يؤكد على شدّة عمق هذا العلم، وتعذُّر السير فيه على قليل الخبرة.

خامسا: مراعاة الاصطلاحات الخاصة لبعض الأئمة.

يقول الذهبي عقب عبارته السابقة مباشرة: «ثم أهم من ذلك: أن تعلم بالاستقراء التام عُرف ذلك الإمام الجهبذ واصطلاحَه ومقاصدَه بعباراته الكثيرة».

وتنبّه: أن وصف الاستعمال بأنه اصطلاح خاص بفلان: لا يلزم منه أن ذاك الناقد المنسوب إليه الاصطلاح الخاص لم يستعمل لفظه المصطلح إلا بدلالته الخاصة به، بل لا يلزم أن يغلب استعمالُه للفظ بدلالته الخاصة به استعمالَه هو نفسُه بدلالته العامة التي تَوَاضَعَ عليها بقيّةُ النقاد سواه. فقد نَجِدُ الناقدَ قد استعمل اللفظ بالدلالة العرفية العامة التي تَشِيعُ بين عامة النقاد، وقد يغلب ذلك الاستعمال العام على استعماله، ثم نجده في مرات قليلة قد استعمل اللفظ بدلالةٍ أخرى تختلف عن الدلالة العرفية العامة، فنسمي حينئذٍ ذلك الاستعمالَ القليلَ: اصطلاحًا خاصًّا، رُغم قلة استعماله به، ورُغم أن صاحب الاصطلاح الخاص كان يغلب على استعماله له استعمالُه بالدلالة العامة. وليس الأمر كما ظُنّ: أن وصف اللفظ بأنه اصطلاح

<<  <   >  >>