مجلساً يقرئ فيه الفقه إلى قبيل الظهر، وبقية أوقاته موزعة لقراءة غيره من العلوم، وانتفع الناس بمجلسة وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته وصفاء ظاهره وباطنه وموافقة قوله لعمله.
وكان في كل سنة يختم نحو عشرة كتب في علوم عديدة يقرؤها قراءة مفيدة، وكان بيته بعيداً من الجامع الأزهر بقرب باب زويلة، ومع ذلك يأتي إلى الأزهر من أول ثلث الليل الأخير، فيستمر يصلي إلى طلوع الفجر، ثم يصلي الصبح إماماً بالناس ويجلس بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس لإقراء القرآن من طريق الشاطبية والدرة والطيبة، ثم يذهب إلى فسقية الجامع فيتوضأ ويصلي ويجلس للتدريس إلى قرب الظهر، هذا دأبه كل يوم ولم يره أحد يصلي قاعداً مع كبر سنه وضعفه.
وكان شيخ الإقراء بالقاهرة (١)
[شيوخه]
١ - الشيخ الإِمام المقرئ سيف الدين بن عطاء الله الفضالي، قرأ عليه القرآن الكريم بالروايات والقراءات العشر الصغرى والكبرى.