للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نوح -عليه السلام-، وحج كثير من الأنبياء، وقد دخل خبر وقد عاد في حيّز التواتر، وتواترت الأخبار ببناء إبراهيم البيت العتيق وقد نزل فيه القرآن.

{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} من جملة الآيات البينات لأنه حكم ثبت كضرورة في الجاهلية والإسلام، في المثل: (آمن من حمام مكة وآمن من ظبي بالحرم) (١)، وقال ابن عباس: لو وجدت قاتل أبي في الحرم (٢) لما هجته (٣)، وعن ابن عمر مثله (٤)، وعن ابن الزبير: إنما يستنزل سعيد مولى معاوية (٥) وجماعة من أصحابه كانوا تحصنوا بالطائفة فأدخلهم الحرم (٦) ثم استفتى ابن عباس فيهم فلم يرخص له في شيء، وقال: هلا (٧) قبل أن أدخلتهم الحرم؛ فأخرجهم (٨) ابن الزبير من الحرم ثم صلبهم (٩). ولسنا نرى الإخراج، ولكن لا يطعم الجاني ولا يسقى ولا يجالس حتى يضطر إلى الخروج فيخرج فيتبع فيقام عليه الحد (١٠).

وأما ما دون القتل وما فعل في الحرم يقام فيه وفرض الحج على الفور خلافًا لمحمد، (استطاع السبيل) وجود الزاد والراحلة والسلامة من العوائق،


(١) في الأصل: (بالحرام).
(٢) المثبت من "أ"، وفي البقية: (الحرام).
(٣) أخرجه ابن جرير في تفسيره (٥/ ٦٠٣)؛ وعبد الرزاق في مصنفه (٩٢٢٥)؛ وذكره الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٦٨).
(٤) أخرجه ابن جرير في تفسيره (٥/ ٦٠٤)؛ وعبد الرزاق في مصنفه (٩٢٢٩)؛ والأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٦٩) بلفظ: "لو وجدتُ قاتل عمر في الحرم ما هجته".
(٥) في الأصل: (سعيد أموال).
(٦) في الأصل: (الحرام).
(٧) في "ب": (لا).
(٨) في الأصل: (فأخرجهم من قبل ابن الزبير).
(٩) روي ذلك عن طاوس، قال: "عابَ ابن عباس على ابن الزبير في رجل أخذ في الحل ثم أدخله الحرم ثم أخرجه إلى الحل فقتله". [أخرجه ابن المنذر (٧٤١) ونقله عنه السيوطي في الدر (٣/ ٦٨٣)، وهذه قريبة من القصة التي ذكرها المؤلف].
(١٠) وهذا قول ابن عباس - رضي الله عنهما -، أخرجه ابن جرير في تفسيره (٥/ ٦٠٤)؛ وعبد بن حميد ذكره السيوطي في الدر (٦٨٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>