للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأنهم كانوا متيقنين لمحاربة الكفار وقتلهم بعض المسلمين، فلم يقع تمنيهم لغلبة الكفار ولكنه لما رجوه من أن يكون ذلك البعض، واختلف في رؤية الإعراض، فمن جوز أراد به رؤية العينين، ومن لم يجوز فهي رؤية (١) القلب.

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} نزلت في المنهزمين يوم أحد وفي المتشككين في أمرهم إذ سمعوا: ألا إن محمدًا قد قتل (٢)، فأخبرهم الله تعالى أن محمدًا ليس إلا رسولًا وأنه قد خلت من قبله الرسل موتًا وقتلًا، أي هو سائر إلى ما صاروا إليه وأنكر عليهم الانقلاب على أعقابهم إن مات أو قتل، وألف الاستفهام داخلة على الشرط لفظًا وعلى الجزاء معنى؛ لأن الجزاء كلام مستقل بنفسه لقوله: {أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء: ٣٤] أي: فهم الخالدون إنْ مت (٣) (٤)، وفي قوله: {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} تهديد ووعيد كما في قوله: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ} [آل عِمرَان: ٩٧] والمراد بالشاكرين المضادون للمنقلبين المرتدين لخليفة رسول الله أبي بكر الصديق وأصحابه (٥) وأمثاله.


= وروي عن الحسن ومقاتل ومجاهد والسدي ومحمد بن كعب وقتادة والربيع بن أنس نحو ذلك.
ورواه الطبراني (٦/ ٩٤)؛ والفريابي كما في العجاب (٢/ ٧٦١) عن مجاهد.
ورواه الطبراني أيضًا (٤/ ١٠٩) وعبد بن حميد كما في العجاب أيضًا (٢/ ٧٦٢) عن
قتادة، ورواه الطبري (٦/ ٩٥) عن الحسن والسدي والربيع.
(١) في الأصل: (رواية)، وهو خطأ.
(٢) أخرجه ابن جرير (٦/ ٩٩) عن قتادة والربيع، وهناك أسباب أخرى في سبب نزول هذه الآية عن ابن عباس والسدي والضحاك وابن جريج وأسانيدها كلها ضعيفة.
(٣) في الأصل و"أ": (وإن مت).
(٤) الهمزة هنا للاستفهام الإنكاري، والفاء للعطف، ورتبتها التقديم لأنها حرف عطف. وإنما قدمت الهمزة لأن لها صدر الكلام. وقال أبو البقاء: الهمزة عند سيبويه في موضعها، والفاء تدل على تعلق الشرط بما قبله. اهـ. وزعم يونس أن هذه الهمزة في مثل هذا التركيب داخلة على جواب الشرط أي أنها بهذا التركيب في غير موضعها.
[الكشاف (١/ ٤٦٨)؛ الإملاء (١/ ١٥١)].
(٥) (وأصحابه) من الأصل فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>