للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المبالغة، أي: يرشدهم وإن كانوا غير راشدين لنوع تأكيد، و {لَمَّا} استفهام بمعنى الإنكار (١) وهو داخل على الفعل العامل في (لما) أعني قوله: قلتم، والواو للعطف على مضمر، فكأنه قال: أعصيتم أمر نبيكم وقلتم: {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} عارض وهو كالوصف لهذه المصيبة المذكورة والمراد بمثليها ما أصابوا يوم بدر (٢)، ووجه النهار من يوم أحد إلى أن صرفهم الله عنهم بما كسبوا، {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} قال الكلبي: هو من عند أنفسهم بتركهم المركز، وعن قتادة: بخروجهم من المدينة وكان من رأيه -عليه السلام- (٣) أن يتحصن بالمدينة، وبذلك عبروا رؤياه (٤) وأشار إليه (٥) ابن أبي بن سلول، وعن علي: بأخذهم الفداء يوم بدر ولو قتلوا الأسارى لما بقيت للكفار شوكة، وقد عاتبهم الله على أخذ الفداء يومئذٍ حيث قال: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} [الأنفال: ٦٧] (٦) وفيه بعد وغموض.


= واعترضه السمين الحلبي على أنَّ "إنْ" المخففة إنما تعمل في الظاهر على غير الأفصح، ولا عمل لها في المضمر، ولا يُقَدَّر لها اسم محذوف البتَّة.
[الكشاف (١/ ٤٧٧)؛ الدر المصون (٣/ ٤٧٢)].
(١) الاستفهام الذي بمعنى الإنكار هو الهمزة وليست "لما"، أَمَّا "لمَّا" فهي ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط مبني في محل نصب متعلق بالجواب "قلتم"، وهذا قول الزمخشري. و"لما" بمعنى حين هو مذهب الفارسي.
[الإيضاح ص ٣١٩؛ الكشاف (١/ ٤٧٧)؛ المحرر (٣/ ٢٢٨)؛ إعراب القرآن لمحمود صافي (٢/ ٣٦٣)].
(٢) أي أنكم أصبتم من المشركين يوم بدر مِثْلَي ما أصابوا منكم يوم أحد. وهذا تفسير ابن عباس - رضي الله عنهما -، رواه عنه الطبري في تفسيره (٦/ ٢١٨)؛ وابن أبي حاتم (٤٤٧٥).
(٣) (السلام) ليست في "ي".
(٤) أخرجه ابن جرير (٦/ ٢١٦)؛ وعبد بن حميد كما في الدر (٢/ ٩٤)، والرؤيا التي رآها في النوم -عليه السلام- أن يقرًا تُنْحَر، فتأولها قَتْلًا في أصحابه، ورأى أن سيفه ذا الفقار انفصم فكان قتلُ عمِّه حمزة قُتِلَ يومئذٍ وكان يقال أسد الله، ورأى أن كبشًا أَغْبَرَ قُتِلَ فتأوله كبش الكتيبة عثمان بن أبي طلحة أصيب يومئذٍ وكان معه لواء المشركين.
(٥) (إليه) ليست في الأصل.
(٦) أخرجه الإمام أحمد (١/ ٣٠، ٣٢)؛ وابن أبي شيبة في المصنف (٣٦٦٨٤)، وعزاه السيوطي في "لباب النقول" ص ٦٠ لابن أبي حاتم عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>