عندما ولد عبد الكريم الفكون سنة ٩٨٨ (١٥٨٠) كان قد مضى على الحكم العثماني في قسنطينة حوالي نصف قرن، وحوالي ثمانين سنة في الجزائر كلها. ولم يكن هذا العهد عهد استقرار سياسي أو ازدهار اقتصادي إلا تجوزا. فالقرن السادس عشر الميلادي (العاشر الهجري) كان قد عرف في تاريخ الشرق والغرب بأنه عصر الصراع الإسباني العثماني في الحوض الغربي من البحر الأبيض المتوسط. ولكننا لن ندرس هذا الصراع ولن ندخل في موضوع العلاقات الدولية، إلا بالقدر الذي ينعكس على إقليمنا (قسنطينة) وشخصيتنا التي نترجم لها (عبد الكريم الفكون). أما الذي يهمنا بالدرجة الأولى في هذا المجال فهو وضع إقليم قسنطينة سياسيا أثناء حياة الفكون وكيف شارك هو في هذا الوضع إيجابا أو سلبا.
كانت قسنطينة في فاتح القرن العاشر (١٦ م) تتبع الحكم الحفصي الذي كان مقره تونس. وكان ولاتها وكذلك ولاة عنابة