والعلماء يتزاورون والطرق الصوفية تنتشر هنا وهناك والبضائع متبادلة بنشاط، وهكذا.
[٢ - مجتمع قسنطينة]
قبل أن نتحدث عن هذا المجتمع نود أن نلاحظ أن كتابات الفكون تعتبر مصدرا هاما عن مجتمع قسنطينة في القرنين السادس عشر والسابع عشر (١٠ - ١١ / هـ) ولا نعرف أن هناك مصدرا آخر عربيا عن هذا المجتمع في تلك الفترة، اللهم إلا ما جاء في كتاب العدواني عن المجتمع القبلي في الإقليم خلال القرن السادس عشر. أما المصادر الأوروبية فموجودة ولكن قليلة، وكان هؤلاء يحرصون على تصوير حياة العواصم وقلما يتنقلون أو يتاح لهم التنقل إلى مدن الأقاليم مثل قسنطينة. ومن ذلك كتابات ليون الإفريقي (حسن الوزان) ومرمول الإسباني.
وعلينا أن نعود إلى مصادر أخرى لنعرف من خلالها طبيعة هذا المجتمع ولعل في كتابات ابن أبي دينار صاحب المؤنس وفي تراجم حسين خوجة صاحب ذيل بشائر أهل الإيمان (وكلاهما من القرن السابع عشر ١١ / هـ)، بعض الفوائد لما نحن فيه. كما أن في كتابات رجال الصوفية أمثال زعماء الطريقة الزروفية أو الشابية معلومات هامة عن الحياة الاجتماعية بقسنطينة وإقليمها، يضاف إلى ذلك الكتابات الشرعية كدفاتر القضاة وكنانيش العلماء وكتب الفقه ونحوها. أما المصادر المتأخرة فمتوفرة ولا سيما منذ دخول الفرنسيين. ومن أبرزها كتابات صالح العنتري وأحمد العطار وفايسات وميرسييه وشيربونو وفيرو، وآخر ما صدر عن هذا