للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله، كما كرر ذلك أكثر من مرة. وهو لا يبالي ببغض المبغضين، ولا بحقد الحاقدين عليه من أجله، لأن له من تأليفه هدفا أسمى وغاية حسنى.

[٤ - فتح اللطيف]

ليس كتاب (فتح اللطيف) من أهم كتب الفكون، ولكنه مع ذلك جدير بالدراسة لعدة أسباب. فهو الكتاب الوحيد الذي اطلعنا عليه له في علم الصرف الذي برع فيه هو وعلم النحو.

وهو أيضا كتاب مدحه بعض العلماء من أمثال العياشي والقادري، على أنه أفضل من غيره في بابه. ثم إنه كتاب فيه أخبار لا علاقة لها بعلم الصرف ولكن بحياة المؤلف وظروفه النفسية والوظيفية، وتاريخ تأليف (منشور الهداية) وردود فعل أهل العصر نحو هذا الكتاب.

إذن فإن دراسة (فتح اللطيف) مهمة من تلك النواحي جميعها. ألفه الفكون في أوائل صفر سنة ١٠٤٨، وهو آخر تاريخ وجدناه على مؤلفاته، بحيث لا نعرف أنه ألف عملا آخر بعد هذا التاريخ (١) وكان آنذاك قد بلغ سن الستين من عمره. وقد اعتذر في مقدمته بأنه كان منشغلا بالحج وضروراته، (بحال تشتت بال، ومنابذة القراءة والإقراء خصوصا على كل حال، جامعا همتي لأخذ أسباب السفر والارتحال، إلى العودة لزيارة حرم الله وأفضل من


(١) أشارت إلى ذلك التاريخ النسخة التي اطلعنا عليها، وهي بجوزة الأستاذ علي أمقران السحنوني وهي بخط محمد الطاهر بن محمد السعيد بن إسماعيل الزواوي أصلا البجائي دارا، يوم الأحد ١٥ جمادي الأولى سنة ١٣٥٣ م (١٩٣٤ م). وتقع في ٢٠٠ صفحة. وخطها واضح. أما العياشي فيقول إن: (فتح اللطيف) يقع في مجلد دون توضيح أكثر.

<<  <   >  >>