للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا مع الجهل وشغل البال ... والاضطرار واضطراب الحال

إذ علق الفكون على ذلك بقوله: «وإذا كان هذا في زمنه (زمن المكودي) ومنار العلم منصوب، وعن آراء الجاهلين برشق نبال البراهين محجوب، فكيف بزماننا الذي فاض فيه عباب الجهل والدعوى، وطلعت كواكب البدع والأهوى (كذا)، فلا ترى إلا مدعيا في العلم أعلى منصته، ومرتقيا في شامخ التربية أرفع فتته، جعلوا الطريقتين (العلم والتصوف) شباكا لتحصيل الدنيا منصوبة، وحبالات لجمعها بأوتاد حبها مضروبة، وما نظروا إلى عاقبة الأمر وعقابه، والوقوف بين يدي العالم بالخفيات ودقة حسابه، وأسأل الله العافية، وصلاح حال الأمة.

(وقد ذكرنا في تأليفنا (منشور الهداية في كشف حال من ادعى العلم والولاية) من حال الصنفين، ودعوى الفريقين، ما يكتحل بأثمده أهل الكمال، ويروى من عذب فراته أهل الفضل والإفضال، والبر بتأليفه أردت، وإرشاد الأمة ونصحها قصدت. وهو، وإن رمقتني من أجله العيون، وانعقدت على بغضي القلوب وأكثرت الشؤون، فذلك، ولله الحمد، مما يسرني في الحال والمآل، ويقوي رجائي أن يكون في عدة في عظيم الأهوال، لوعد رب العالمين، {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}(١)

فالرجل أراد بكتابه إصلاح حال الأمة الإسلامية وحالة مجتمعه الذي طغت عليه الضلالات. وهو يعتبر ذلك جهادا في سبيل


(١) أورد الفكون هذه السطور في كتابه (فتح اللطيف) الذي سنتحدث عنه.

<<  <   >  >>