للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مروياته عن الفكون مسجلة في (كنز الرواة) فإننا لا نعرف أن الشاوي له مثل هذا العمل. ومن جهة أخرى فإن الفكون لم يورد اسم يحيى الشاوي ضمن تلاميذه بقسنطينة مما يؤكد أنه أخذ عليه بعد ١٠٤٥، أي بعد تأليف كتابه (منشور الهداية) الذي ذكر فيه تلاميذه وأحوال معاصريه (١).

٤ - بركات بن باديس: واضح أن هذا من عائلة ابن باديس الشهيرة بمدينة قسنطينة. وقد أورد بركات نفسه خبرا في أحد كتبه وهو (نزع الجلباب) أنه تتلمذ على الفكون، وروى له بعض الأجوبة مثل جواب الفكون عن لغز في النحو للسيوطي (٢) وقد توفي بركات بن باديس سنة ١١٠٧ وكان من أشهر علماء عصره في قسنطينة. والظاهر أنه أخذ العلم عن الفكون أثناء وجوده بقسنطينة، ولكن بعد تأليف كتابه (منشور الهداية) إذ لا نجده قد ذكر فيه بركات بن باديس من بين تلاميذه.

ويتضح من ذكرنا هؤلاء الأربعة أن تلاميذ الفكون قسمان: من تتلمذ عليه قبل ١٠٤٥، وهم الذين ذكر بعضهم في كتابه (منشور الهداية)، ومن تتلمذ عليه بعد ذلك التاريخ وهم غير مذكورين في هذا الكتاب، كما أنهم موزعون على مختلف البلدان الإسلامية، إذ أن الفكون بعد ١٠٤٥، أصبح كما سنرى متوليا لوظيفة أمير ركب الحج ومشيخة الإسلام وإمامة الجامع الأعظم


(١) عن يحيى الشاوي انظر ترجمتنا له في كتابنا (تاريخ الجزائر الثقافي) ١٠٨/ ٢، ط ٢.
(٢) عن ذلك انظر نفس المصدر، ٥٣١/ ١ هامش ١٠٨.

<<  <   >  >>