للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما في الأرياف وفي المدن الأقل شهرة من قسنطينة فقد كثرت الزوايا بشكل ملفت للنظر ولم تكن كلها لإطعام الطعام ونشر العلم وإيواء السابلة، بل كانت في معظمها مصيدة لجلب الأنصار وإشاعة الخرافة وإعطاء الورد والاتصال بالشيخ المرابط. ومن أشهر الزوايا خارج قسنطينة عندئذ زاوية الأخضري ببنطيوس، وزاوية البوني بعنابه. وكانت بعض هذه الزوايا تتبع الطرق الصوفية مثل الزروقية والشابية والشاذلية. وبعضها تنسب إلى المرابط المعاصر. ولا شك أن انتشار الطرق الصوفية في حد ذاته يعود من بعض الوجوه إلى الفراغ السياسي الذي كان يشعر به الناس، وقلة الأمن، فكانوا يبحثون عن الحماية حيثما وجدوها.

وكانت الزوايا وعلى رأسها المرابطون يوفرون لهم بعض الأمن ولو بثمن باهظ أحيانا (١).

[٤ - عائلته ومكانتها]

عائلة الفكون من أقدم العائلات في قسنطينة. فإذا عدنا إلى عنوان الدراية للغبرينى (القرن ٨ هـ) وجدناه قد ذكر عددا

منها (٢) وهي عائلة اشتهرت بالعلم والصلاح قبل الأعمال


(١) تفيدنا رحلة العياشي ورحلة الدرعي أيضا بأخبار الحياة الدينية والعلمية في إقليم قسنطينة، سيما النواحي الصحراوية منه.
(٢) منها الحسن بن علي ابن الفكون (القرن السابع الهجري) صاحب القصيدة الشهيرة:
ألا قل للسري ابن السري ... أبي البدر الجواد الأريحي

<<  <   >  >>