للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر أن هجا الفكون. أما من تونس فنجد الشيخ الفلاري الأستاذ بجامع الزيتونة والذي كان يتردد على قسنطينة وكانت بينه وبين الفكون بعض المناوشات العلمية. وهكذا نرى أن قسنطينة لم تكن منغلقة على نفسها، بل كانت مدينة يقصدها طلبة وعلماء الوقت للاستفادة والمذاكرة. ولعل من أبرز الشخصيات التي وردت على قسنطينة في القرن الحادي عشر القاضي العثماني المعروف بالمولى علي الذي نزل عند الفكون وتذاكر معه وكانت معه مكتبة عظيمة.

وكانت بمدينة قسنطينة مجموعة من الزوايا التي تعتز بها عائلاتها لأنها مجلبة للشهرة والعلم في الدنيا وسبيل إلى الرضى والأجر في الآخرة. ومن العائلات التي كانت لها زوايا باسمها عائلة الفكون، وعائلة بن نعمون، وعائلة ابن باديس وعائلة ابن آفوناس، إلخ. وكانت هذه الزوايا مقصد الطلبة للعلم والراحة والإقامة. كما كانت مقر العلماء الزائرين، إذ تحتوي على المبيت وقاعة الاستقبال ومكان الدرس والمكتبة ونحو ذلك من المرافق. ولا شك أن هذه الزوايا أيضا كانت تضم مدافن الأسرة فهذا الوزان مثلا دفن في زاوية صهره ابن آفوناس، وهذا جد الفكون مدفون بزاويتهم أيضا (١)، وبالإضافة إلى الزوايا كانت هناك بعض المدارس التي أسست أصلا لنشر العلم وحده ويذكر الفكون أنه كانت لهم مدرسة في عهد جده. وقد جددها والده محمد وبنى قبتها ووسعها وأن جده قد دفن بها ولعله يقصد بها الزاوية.


(١) انظر شيربونو (روكاي) ١٨٥٦ - ٨٥٧ا، ص ٨٧. وكذلك (منشور الهداية)، مخطوط.

<<  <   >  >>