التقييد كتب الفكون، كما سنرى، ديوانا كاملا من الشعر في مدح الرسول (ص)، والاستنجاد به والتوسل إليه طلبا للشفاء مما أصابه.
ثم زاد على ذلك نظما سماه (شافية الأمراض). والظاهر أن الله قد استجاب لدعائه إذ أخبر الفكون أنه شفي من هذا المرض تدريجيا (فرأيت من الله الفرج ووقف المرض إلى غاية لا أتألم منه كثيرا. ولكنه بقدر ما أتحمل، وأرجو من الله الشفاء منه كله).
ص ٢٤٤. وقد قال هذا الكلام وهو يؤلف كتابه (منشور الهداية) الذي نرجح أن يكون قد كتبه بعد سنة ١٠٤٥ - سنة وفاة والده - ومعنى هذا أن المرض الذي بدأه سنة ١٠٢٥ قد لازمه إلى ما بعد سنة ١٠٤٥.
[٦ - وظائفه وامتيازاته ومكانته]
ورث عبد الكريم الفكون عن والده وجده وظائف الجامع الكبير (الأعظم) بقسنطينة، وهو الجامع الذي يقع بحي البطحاء، قرب دار آل الفكون. وهذه الوظائف هي التدريس به وإمامة المصلين فيه والخطبة على منبره أيام الجمع والأعياد، والسهر على أوقافه (أحباسه). أما إمارة ركب الحج والتلقيب بشيخ الإسلام فلا نعلم أن أحدا من عائلته قد تولاهما قبله بما في ذلك والده الذي توفي سنة ١٠٤٥.
فأما التدريس فقد علمنا أن الشيخ الفكون كان يقوم به في حياة والده وليس أمرا جديدا ورثه عنه أو منحته إياه السلطة
بقسنطينة. وقد كان على ما يظهر يدرس في عدة أماكن: في