للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للسكنى، لأني فار من سكني الدار العليا، لما حصل لي من الضيق والتضييق من بعض الأقارب) ص ٢٣٩. ومن الواضح أن ذلك وقع أثناء حياة والده، ولم يخبرنا الفكون عن هؤلاء الأقارب الذين ضايقوه حتى ألجأوه إلى الفرار والهروب من دار إلى أخرى. ونستشف من وصفه لانشغاله ببناء الدار أنه كان يدير أمرها بنفسه ومن ماله. فهل كان مستقلا عن والده عندئذ كل الاستقلال، بما في ذلك الاستقلال المالي؟ وعلى كل حال فقد نظم الفكون داره بحيث جعلها صالحة أيضا لاستقبال الضيوف من العلماء والطلبة. فقد جعل لها طابقا علويا للصلاة وللضيافة.

وعبارته كما وردت في كتابه، وهو يتحدث عن زائر زاره، هي (وأنا جالس بعلو الدار الذي جعلته مصلى، ولمن يستضيفني) ص ٢٤٩.

ولم يكد الفكون يستقر بهذه الدار حتى داهمه مرض خطير لم يجد له علاجا ولم يعرف له سببا. وقد لازمه هذا المرض سنوات. وكاد يؤدي به لولا لطف الله وتوسلاته. ويخبر هو أن المرض بدأه سنة ١٠٢٥ وقد تمكن المرض من قلبه ولم يجد له الأطباء علاجا. وبقي سنة كاملة لا ينام، كما قال، وهو يتصبب عرقا حتى أيس منه الجميع واختل شطره الأيسر، ص ٢٤٣. وفي مكان آخر يقول إن المرض داومه ثلاث سنوات ألزمه فيها الفراش، سنة لا ينام أبدا، وسنة ينام سنة لا نوما، وسنة أخرى ارتفع عنه الضر الأكبر ولكن بقيت أعراض المرض معه. وروى عن هذا المرض أن (تلونه وعدم ثبات مجيئه على صفة واحدة هو الذي أوجب تقييده). (أي خصه بتأليف). وبالإضافة إلى هذا

<<  <   >  >>