للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هؤلاء الشيوخ قد يضربون من يشاؤون ولا يتعرض لهم أحد. وكان الفكون يشاهد ذلك فلا يقره. وقد بدأ بنفسه، فقد أخبر أن والده كان يمسح للشيخ محمد البلدي بدخول دارهم، وكان الكبار والصغار يعظمونه. ولكنه كان مختل العقل وكان لا يصوم ولا يصلي. ولذلك كان الفكون غير راض عن دخوله دارهم. فلم يسعه إلا أن حجب زوجته عنه (١).

ويبدو أنه في آخر الأمر قرر الاستقلال بداره عن أهله. فهو يخبرنا عن مشاريع بنائه وتجديده لإحدى دور العائلة، ويخبرنا أيضا أنه فعل ذلك للمضايقة التي حصلت له في سكناه مع أهله وأقاربه. والظاهر أنه بقي يسكن الدار الأصلية التي كانت لجدوده، والتي يسميها (مسقط الرأس) أو الدار السفلى ويسمي الدار الأخرى التي بقي فيها من بقي من العائلة بالدار العليا. فقد أخبرنا أنه كان سنة ١٠٢٢ يجدد داره ويبني مسقط رأسه (هروبا من سكنى الدار العليا) لما وقع له من (الضيق والتضييق). ويخبر عن هذه الدار التي يجددها، أو مسقط رأسه، بأنها كانت بالقرب من الجامع الأعظم. وفي مناسبة أخرى يحدد مكان داره أو مسقط رأسه بأنها (دار سكناي التي جددت بناءها قبلي الدار العليا التي في قبلي الجامع الأعظم الأقدم بالبلد ..) ويخبر عن نفسه أيضا بأنه كان عندئذ (أي سنة ١٠٢٢، (منشغل البال ببناء مسقط الرأس


(١) جاء في الرسالة التي بعث بها الفكون إلى صديقه أحمد المقري سنة ١٠٣٨ أنه كان عندئذ منشغل البال بـ (موت قعيدة البيت)، - يعني زوجه - انظر رسالته في الملاحق.

<<  <   >  >>