تشد إلى زيارته الرحال ..) ولم يشر الفكون إلى ثورة ابن الصخري التي اندلعت سنة قبل ذلك (١٠٤٧) وإنما اكتفى بالإشارة إلى الاستعداد لأمور الحج. ونحن نعلم أن الفكون قد أصبح في هذا التاريخ على ما نعتقد، أميرا لركب الحج الجزائري كله، ولكنه لم يفصح عن ذلك. وعبارة (إلى العودة) مهمة في هذا السياق. لأنه لم يخبرنا في أي مصدر آخر أنه كان قد حج، وما دام والده قد توفي قبل ذلك بحوالي ثلاث سنوات (١٠٤٥) فإن المفهوم أن الفكون قد قاد ركب الحج سنة ١٠٤٦ وسنة ١٠٤٧ وها هو (يعود) إلى ذلك سنة ١٠٤٨ منشغلا بذلك عن كل الأمور بما فيها القراءة والإقراء والتأليف. وها نحن أيضا نكتشف أمورا أخرى من هذا النص: فالفكون أخذ ينشغل بأمور الحج حتى لم يعد يجد وقتا للإقراء (التدريس) على الخصوص، ولعل هذا ما يؤكد كلام الثعالبي السابق من أن شيخه الفكون قد تخلى عن التدريس. ولكن الفكون لا يرجع ذلك إلى العبادة والزهد (وعدم إخلاص النية ..) كما قال الثعالبي وإنما يرجعه إلى الاشتغال بالحج الذي يقتضي التغيب شهورا طويلة لم يعد يسمح للفكون بالتدريس واستقبال الطلبة كما كان الحال في السنين الماضية.
وهناك نقطة أخرى نستشفها من مقدمة الفكون في (فتح اللطيف) وهي أنه ألف الكتاب بطلب من بعض الطلبة الذين حثوه على وضع تأليف لهم على منظومة المكودي في التصريف.
ورغم أن هذه عبارة تقليدية من المؤلفين إذ يجعلون الدافع على التأليف أن هناك صاحبا أو شخصا لا يستطيعون رد طلبه أو طلبة