للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به الغرفة وهو يتمتم له بكلام صوفي وأدعية، مفادها أن عمر الوزان سيكون من أهل العلم والصلاح في قومه. وقد فهم الناس من ذلك أن الوزان رجل (خاص) لأنه دعوة من دعوات الشيخ أحمد زروق. وعندما ترجم الفكون للوزان ذكر أنه قد تحول من كتب الصوفية والوعظ إلى الحديث الشريف، ووعد الفكون بكتابة تأليف في كرامات الوزان. إذن فالفكون من المنتسبين إلى مدرسة الوزان التي هي مدرسة الإمام أحمد زروق، وقد ورث هذا الانتماء عن والده عن جده كما ذكرنا.

المصدر الثاني: أنه قرأ على الشيخ يحيى الأوراسي، كما عرفنا. وكان الأوراسي قد أخذ الطريقة الزروقية عن شيخه طاهر بن زيان الزواوي عن أحمد زروق عن عبد الرحمن الثعالبي. وكان زروق قد أقام مدة في كل من بجاية وقسنطينة وترك هناك تلاميذ ونشر تعاليمه الشاذلية المنقحة. وتخبرنا بعض الروايات أن الفكون قد لبس الخرقة الصوفية الزروقية - الشاذلية على يد شيخه يحيى الأوراسي عن طاهر بن زيان المذكور عن أحمد زروق الصغير عن والده عن محمد بن يوسف السنوسي إلخ (١).

المصدر الثالث: أن الفكون درس القصيدة القدسية لعبد الرحمن الأخضري وهي القصيدة التي تذكر أحوال المتصوفين في القرن العاشر الهجري (١٦ م) وتنحى عليهم اللجوء إلى الخرافة والشعوذة، وتدعو إلى التمسك بالعلم ونبذ


(١) العياشي، الرحلة ٢٠٦/ ٢. ط. المغرب ١٨٩٩.

<<  <   >  >>