وواضح أن (نظم الدرر) قد ألفه قبل (محدد السنان)، أي قبل سنة ١٠٢٥. وكان السوسي قد توفي سنة ١٠٢٣. وهو مرة يسميه (نظم الدرر) ومرة (الدرر) فقط كما لاحظنا.
١٠ - (تقييد في مسألة حبس)، يقع في كراسة. وأثار إليه وإلى مناسبته في منشور الهداية، ص ٤١. وقد أخبر عن مناسبة هذا التأليف أن الشيخ يحيى بن محجوبة الذي كان من جيل جده ووالده عزم على فسخ حبس (وقف) تقربا لقائد قسنطينة عندئذ، محمد بن فرحات. فنازعه والد الفكون والشيخ التواتي وغيرهما في ذلك ولكنه لم يقبل منهم. فألف الفكون تأليفه المذكور، ولكنه لم يخبرنا ما إذا كان قد انتصر على ابن محجوبة فلم يفسخ الحبس أم لا.
وتفصيل الموضوع أن رجلا يدعى ابن ميمون قد حبس حبسا وسماه باسم الصدقة وعقبه. وكانت لابن ميمون هذا بنت من بنات العقب في عصمة والد الفكون (يقول عنها: عجوزة للوالد) فنازعه والده، محمد الفكون، بأنه حبس لا يفسخ ولا يوهنه قوله بتلا بتا ولكن ابن محجوبة أصر على فسخه. (وجلب على ذلك ظواهر لم يفهم باطنها ومهمه بعباراته ولقلقته ..) وكان معه أتباع لا يعرفون إلا الانقياد وليس لهم باع في العلم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل عقدوا للمسألة مجلسا بالجامع الأعظم (وصال إذ ذاك في المحفل)(يعني ابن محجوبة). وجاؤوه بأجوبة فقهاء أهل العصر، ومنهم الشيخ محمد التواني فقال ابن محجوبة أنه لا يعرف التواتي هذا، وصار أتباعه يسخرون من