للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصوف ومن التدريس إلى الانزواء عن الناس؟ إننا نرجح الرأي الثاني. ونحن قد نبهنا إلى أننا نشك في فهم العياشي والثعالبي لسلوك الفكون منذ توليه وظائف أبيه وإمارة ركب الحج وتلقيبه بشيخ الإسلام (١).

والحاج التادلي ليس أول من اطلع على (محدد السنان) ولكنه أول من نسخه (لنفسه ولمن شاء الله بعده). فقد اطلع عليه أيضا العياشي صاحب الرحلة قبل ذلك بقرن، ولخصه تلخيصا في بضع صفحات في رحلته. وأخبرنا عن عنوانه وموضوعه وطريقة صاحبه في تأليفه وأهم الأجوبة والمناقشات التي تضمنها، وخلاصة التعليلات التي استند عليها الفكون في تحريم الدخان (٢) والغريب وأن الورثلاني الذي حج في نفس الوقت الذي حج فيه التادلي تقريبا لم يشر إلى (محدد السنان)، ولم ينقل عنه رغم أنه كان من الصوفية. ولعل في مكتبات عائلات قسنطينة نسخة أخرى منه. ذلك أن العياشي عندما لخصه إنما فعل ذلك من المخطوطات التي كان ولد المؤلف يحملها معه إلى الحج.

وإذا كان العياشي قد صرح بأنه إنما أخذ عن مخطوطات المؤلف التي كانت عند ولده، ولم يشر إلى التصحيف والتحريف فيها،


(١) انظر ما مضى والملاحظ أن فايسات سمى كتاب الفكون (عواقب المدخنين)، انظر (روكاي)، ١٨٦٨، ص ٣٨٩.
(٢) العياشي، الرحلة، ٣٩٦/ ٢ - ٤٠٢، ذكر العياشي أن (محدد السنان) يقع في (عدة كراريس) بينما نسخة التادلي تقع في ٧٢ صفحة ومما يلاحظ أن نسخة التادلي تحتوي على صفحة بيضاء (هي صفحة ٥٠)، كما أن الكلام غير متصل فيما يبدو بين صفحتي ٦٤ و ٦٥.

<<  <   >  >>