للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالتساهل في أمور الدين وعدم احترام المساجد ومجاراة الولاة والعامة، ونحو ذلك. وكما وجد الفكون هذا الصنف من العلماء القائلين بإباحة الدخان وجد آخرين منهم يحرمونه ولذلك انتصر بهم على الأولين واستشهد بأقوالهم. ومنهم إبراهيم اللقاني المصري وخالد الزواهي (؟) مفتي مكة المكرمة، ومفتي اسطانبول محمد بن سعد الدين، وبعض علماء المغرب وتونس، مثل محمد السوسي (١) وأبي الغيث القشاش وعبد الله بن حسون.

ورغم أننا سنسوق مقدمة هذا الكتاب في الفصل الخاص بالنصوص فإننا نذكر هنا بعض عبارات المقدمة التي قدم بها الفكون كتابه: (أما بعد، فقد دهت بلية وقعت بالبلاد، وسرى سمها في الحاضر والباد، وانتحلت مذهبا في الأقطار، وتوارثته عن سلفتها الأشرار، وتذرع لارتكابها بأكابر الأغمار، لما توهموا الإباحة، إنها لا تعمي الأبصار) (٢) أما خطته في هذا الكتاب فتتلخص في أنه بعد المقدمة المذكورة أوضح أن اجتناب شرب


(١) كان الشيخ محمد السوسي (المتوفى سنة ١٠٢٣ بالجرائر) كتب رسالة عنوانها (كشف الغسق، عن قلب دفق، في التنبيه على تحريم دخان الورق). وقد اطلع الفكون على هذه الرسالة بعد وفاة صاحبها، وذكرها في (محدد السنان) وناقش صاحبها بعنف. وأخبر الفكون أن مكانة السوسي عنده أعظم من رسالته هذه لأنها في نظره (في غاية الركاكة، واختلال المبنى، ومخايل عدم التحقيق لائحة عليها). ومما أخذه الفكون على السوسي أن هذا لم ينتقد علي الأجهوري وإنما هي لا تكاد تعدو شرح أقواله. انظر (محدد السنان) ص ٧، ٧٠، وقد أشار الفكون إلى ذلك في (منشور الهداية) أيضا، ص ٤٧ وما بعدها.
(٢) انظر مقدمة الكتاب في قسم النصوص.

<<  <   >  >>