إن من تصانيف الفكون شرحه على المكودي في التصريف الذي سماه (البسط والتعريف)(١) ونحن على كل حال نميل إلى العنوان المذكور في النسخ التي اطلعنا عليها منه والتي فيها عبارة المؤلف (وسميته فتح اللطيف ..) ولا نعتقد أن يكون الناسخ البجائي قد تصرف في عنوان الكتاب ونسب ذلك إلى المؤلف نفسه. أما عبارة الثعالبي فتبقى في حاجة إلى تبرير، وقد تكون اجتهادا منه فقط بعد أن نسي عنوان الكتاب. وعلى أية حال فإن بعض المؤلفين كانوا يضعون لمؤلفاتهم أكثر من عنوان. وهل يمكننا أن نقول إن الفكون قد أتيح له تبييض نسخته بعد ذلك وغير عنوانها إلى ما ذكره الثعالبي؟ ربما.
وهناك فائدتان أخريان نجدهما في (فتح اللطيف). أولاهما أن الفكون يشير فيه إلى كتاب آخر له يسمى (فتح المالك)، وقال إنه ذكر فيه نبذة من علم الصرف. وقد ذكره أكثر من مرة، وأخبر أنه أجاب فيه عن كلام صاحب التسهيل. ويبدو لنا من هذه المعلومات الضئيلة أن (فتح المالك) هذا كتاب في علم النحو تناول فيه الفكون أحد أعمال ابن مالك. وعلم النحو هو الذي برع فيه الفكون بالدرجة الأولى وأحبه، كما ذكر ذلك بنفسه في ترجمته لمحمد بن راشد الزواوي ومحمد التواتي المغربي ومهما كان الأمر فإن (فتح المالك) مؤلف قبل (فتح اللطيف) أي قبل ١٠٤٨، ولكننا لا نعرف متى كان ذلك بالضبط. ومن المحتمل أن يكون ذلك بعد (منشور الهداية) لأنه لو كان قد ألفه قبله لذكره