أشرف من تشرق شجرة آل عثمان نورا يتلألأ وأولى على القاصي والداني من سحائب غيثها سحا يتوالى، فأحيى به البلاد، وأنعم على العباد يمينا وشمالا، وجملها بجمال، أدان له كل جمال إلا من اكتسى منه جمالا، وكملها من علا الكمال ما اضمحل به كمال، إلا ما أنالته نوالا وإفضالا، فأثمرت من سنا ثمارها ما جعل للدين تاجا، وللمعارف معراجا، وللمكارم بحرا لجاجا، واكتسى ثوب العز جلالة وإجلالا، فجمع من أزهار الأدب وورد الفقه وشقائق الكلام ونسمين الحكمة وعظا وأمثالا فلله درها من نخبة انتخبت أوصاف المعالي، فحلت من حلاها الرائقة الجواهر واللآلىء، ما استغنى به أهل القطر حالا ومآلا، فسبحان من سنى به بدرا في أفق الكمال عم نوره، وفشا سودده (كذا) وظهوره، وأوضح ما كان من الشبل إغفالا، وفتح من العويص اقفالا، أحمده سبحانه وتعالى، وأشكره شكرا استزيد به نعما وافرة، واستدفع به مكرا ووبالا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل جلاله أن يكتسب من مدح الخلق جلالا، وأشهد أن سيدنا محمدا - (ص) - عبده ورسوله أعلا (كذا) الخلق كمالا، وأفصحهم لسانا، وأصدقهم مقالا. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أكرم بهم صحبا وآلا، وسلم عليه وعليهم ووالى.
أما بعد، فهذه تحية حلا نحرها، وغلا طيبها وعطرها، أهديت إلى محل اللوذعي النبيه، العالم العلامة الوجيه، نحرير زمانه، وتاج وقته وأوانه، من أثار من وهج الحب لله ما كان في القلب دفين، سيدي محمد تاج العارفين: