للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحفظ القرآن الكريم. وقد ذكر هو أن شيخه في ذلك يسمى أبو القاسم بن عيسى الزواوي الملقب بثلجون (ص ٢٤٥). ولاحظ عند ذكره الشيخ عبد الله بن غرارة أنه هو شيخ أبي القاسم بن عيسى الذي درس عليه القرآن العظيم، وإن ابن غرارة هذا كان مشهورا بمعرفة العزائم وتخديم الروحانيات وذا حكمة ظاهرة.

ولم يشر الفكون إلى حياته في المدرسة أو في الجامع بعد حفظ القرآن إلا قليلا فلا نجد من آثاره في هذه السن أكثر من حادثتين قد لا تساعداننا كثيرا في فهم حياته أثناء المراهقة واليفاعة. الأولى خبر ساقه عن زيارة إبراهيم الفلاري التونسي لقسنطينة وتعجيزه له (أي الفكون) في مسألة نحوية رغم حداثة سنه، كما يقول، إذ كان ما يزال في مرحلة الكتاب (المستوى المتوسط). ومع ذلك فإن الفكون يروى في شيء من الزهو والإعجاب بنفسه أنه رغم التحدي فإنه استطاع، بعد جهد جهيد، أن يتحدى الشيخ الفلاري أمام جمع من علماء قسنطينة ويسكته حين أحضر له مسألة أيضا لم يحر معها الفلاري جوابا. فأحرجه الفكون أمام زملائه الذين طالما تطاول عليهم بعلمه (١) (ص ١٠١ - ١٠٥). أما الحادثة الثانية التي وقعت أيضا، فيما يبدو، أثناء يفاعته، فهي تعيين والده له نائبا عنه في الجامع الأعظم عندما (وقع على التكليف). وغيرة منه أخذ أحد العلماء،


(١) إبراهيم الفلاري تولى عدة مناصب في تونس منها الفتوى، وكان ماهرا في النحو. توفي سنة ١٠٣٩ انظر عنه السراج (الحلل السندسية) ١/ ٢، ١٨١ وتشير أرقام الصفحات داخل المتن إلى صفحات كتاب (منشور الهداية).

<<  <   >  >>