ومع ذلك فدعنا نفترض أن عائلة الفكون تمتعت، بفضل أملاك الجامع الأعظم، بسمعة معنوية كبيرة وبثروة مادية ضخمة. ترى ما هي هذه الامتيازات التي حصلت عليها العائلة؟ تذكر المصادر أن عائلة الفكون قد حصلت على امتيازات كبيرة أثناء عهد مترجمنا على الخصوص، بمقتضى مراسيم صادرة عن باشوات الجزائر، وهي المراسيم التي كانت تتجدد بين الحين والآخر عند تغيير الولاة. ومن أقدم هذه المراسيم في عهد مترجمنا ذلك المرسوم الصادر عن علي باشا سنة ١٠٤٨. وهناك مرسوم آخر صادر سنة ١٠٦٠ من مراد باشا. ثم توالت المراسيم والقرارات من الباشوات والبايات على السواء.
والواقع أن هناك خلطا في هذه الامتيازات بين ما تحصل عليه العائلة بصفتها قائمة بأملاك الجامع وما تحصل عليه بصفتها الخاصة. ويمكننا أن نفرق بين الأمور المادية الراجعة إلى أملاك الجامع والأمور المادية الراجعة إلى العائلة. من المعروف مثلا أن الوقف معفى من المغرم، ولكن إذا صدر أمر بإعفاء أملاك عائلة الفكون من المغرم فهذا أمر خاص بها أو إذا شئت فقل هو امتياز لها. وهناك خلط آخر وهو عدم التمييز بين أوقاف الجامع و (أوقاف) العائلة. ذلك أن الناس كانوا يدفعون الزكاة للجامع لا للعائلة، وكانوا يوجهون أوقافهم في العادة للجامع. ومع ذلك فإن بعض الكتاب اعبروا أن كل شيء للجامع موجه في نفس الوقت للعائلة. ونحن لا نعتقد ذلك. حقيقة أن العائلة تستفيد كما عرفنا، من فائض أوقاف الجامع بعد أداء ما عليها للمستحقين، ولكن الأوقاف تظل خارج أملاك العائلة، بل هي من أملاك