للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - خروج الدجال سيكون فى عام ١٠٠٠ هـ أو ١١٠٠ هـ

٢ - أن عيسى عليه السلام يمكث فى الأرض ٤٠ سنة

والناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها ١٢٠ سنة٠

وأن بين النفختين ٤٠ سنة

-------

فيكون مجموع ذلك ٢٠٠ سنة لا بد منها

٣- أن عمر الأمّة ينتهى عام ١٥٠٠ هـ على الأكثر، وهذا يعنى انه قبل هذا التاريخ تكون العلامات الست الكبرى قد ظهرت وهى: الدجال ونزول عيسى ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها والدابة والدخان. وبعد ظهور هذه العلامات تأتى ريح لينة من قبل اليمن فتقبض أرواح المؤمنين جميعاً.

وكلام السيوطى هذا يهدم نفسه، وذلك انه إذا كان خروج الدجال (أو المهدى) على رأس مائة سنة ونحن الآن فى سنة ١٤٣٠ من البعثة النبوية فهذا يعنى أن ظهور الدجال عام ١٥٠٠ مثلاً ثم نزول المسيح والذى يمكث أربعين سنة لنصبح فى عام ١٥٤٠، ثم الفترة بعد طلوع الشمس من مغربها ١٢٠ سنة فنصبح فى عام ١٦٦٠ هـ .....فإنك ترى بذلك أن المدة تتجاوز سنة ١٥٠٠ قطعاً، وأما إذا ظهر الدجال بعد ذلك فإن المدة تزيد عن ذلك.

كما أن الأيام قد أثبتت الخطأ فى كلام السيوطى حين قال فى رسالته هذه ان خروج المهدى فى عام ١٠٠٠ هـ أو ١١٠٠ هـ.

ثالثاً:

١٧ - كيف حسب السيوطى هذه الحسابات:

لقد اعتمد السيوطى على الآثار الآتية: (١)

١- " الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة " رواه الحكيم الترمذى فى نوادر الأصول حدثنا صالح بن محمد أنبأنا يعلى بن هلال (٢) عن ليث عن مجاهد عن أبى هريرة مرفوعاً.

٢ - " عمر الدنيا سبعة آلاف سنة " رواه ابن عساكر من طريق الحسين بن داود البلخى أنبأنا شقيق بن ابراهيم الزاهد أنبأنا أبو هاشم الأبلى عن أنس مرفوعاً.

٣ - " الدنيا سبعة آلاف سنة وأنا فى آخرها ألفاً " رواه البيهقى فى الدلائل عن الضحاك بن رمل الجهنى مرفوعاً، وقال السيوطى: وأورده السهيلى فى الروض وقال هذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد فقد روى موقوفاً عن ابن عباس من طرق صحاح انه قال: " الدنيا سبعة أيام كل يوم ألف سنة، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى آخرها ".

٤ –} عمر الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة، وقال الله تعالى (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) {. أخرجه ابن عدى من طريق العلاء بن زيد عن أنس مرفوعاً.

(وهذا الحديث مروى من طريق عمر بن يحيى حدثنا العلاء بن زيد عن أنس، ولكن حدث خطأ فاحش فى طباعة رسالة السيوطى المطبوعة مع معجم الطبرانى الصغير والتى نقل منها المؤلف (أمين) وبالرغم من ذلك لم ينتبه لذلك، حيث ورد السند كما يلى: أنبأنا عمر بن يزيد عن أنس، وهذا اسناد خطأ لا وجود له!! حيث تم حذف (بن يحيى حدثنا العلاء بن) وتم استبدالها بحرف (يـ) ثم لصقت هذه الياء مع اسم (زيد) ليصبح (يزيد) !!!!! ثم يأتى بعد ذلك المؤلف (أمين) ليتهم أخوانه الذين يردون عليه أخطاءه بالضعف العلمى و..و.. كما سترى منه ذلك بعد قليل فى كتابه (رد السهام) ، والله المستعان.

رابعاً: ما هو حال هذه الأحاديث من الصحة والضعف:

أما الحديث الأول وهو حديث أبى هريرة:

فى اسناده ليث بن أبى سليم (٣)


(١) وفى النسخ المطبوعة من رسالة السيوطى (الكشف) تصحيفات كثيرة جداً فى الاسانيد واسماء الرجال!!
(٢) كذا فى النسخة رسالة الكشف المطبوعة مع معجم الطبرانى الصغير، وايضا فى النسخة المطبوعة ضمن كتاب الحاوى للفتاوى، ولكن الصواب معلى بن هلال – كما سيأتى بيانه.
(٣) قال علماء الجرح والتعديل فيه ما يلى باختصار:
ضعفاء العقيلى ٤/١٤ كان ابن عيينة يضعف ليث بن أبي سليم. حدثنا عبد الله قال سمعت أبي يقول ليث بن أبي سليم مضطرب الحديث ولكن حدث عنه الناس. حدثنا عبد الله قال سمعت أبي يقول ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا في أحد منه في ليث ومحمد بن إسحاق وهمام لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم. وعن يحيى بن معين: ليث بن أبي سليم ضعيف إلا أنه يكتب حديثه
الضعفاء والمتروكين للنسائى ص ٩٠: ليث بن أبي سليم ضعيف كوفي.
الكاشف للذهبى ٢/١٥١: فيه ضعف يسير من سوء حفظه م مقرونا
تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٧٩: عن مؤمل بن الفضل قلنا لعيسى بن يونس لم لم تسمع من ليث بن أبي سليم قال قد رأيته وكان قد اختلط وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن. اقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول ليث بن أبي سليم أحب إلي من يزيد بن أبي زياد كان أبرأ ساحة يكتب حديثه وكان ضعيف الحديث. وقال أيضا سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ليث لا يشتغل به هو مضطرب الحديث. وقال أيضا سمعت أبا زرعة يقول ليث بن أبي سليم لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث.

تهذيب التهذيب ٨/٤١٧: قال ابن سعد كان رجلا صالحا عابدا وكان ضعيفا في الحديث. وقال ابن حبان اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم تركه القطان وابن مهدي وابن معين وأحمد كذا قال. وقال الترمذي في العلل الكبير: قال محمد كان أحمد يقول ليث لا يفرح بحديثه، قال محمد: وليث صدوق يهم. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم، وقال الحاكم أبو عبد الله: مجمع على سوء حفظه. وقال الجوزجاني: يضعف حديثه. وقال البزار: كان أحد العباد إلا أنه أصابه اختلاط فاضطرب حديثه وإنما تكلم فيه أهل العلم بهذا وإلا فلا نعلم أحدا ترك حديثه.
وقال يعقوب بن شيبة: هو صدوق ضعيف الحديث. وقال ابن شاهين في الثقات: قال عثمان بن أبي شيبة ليث صدوق ولكن ليس بحجة. وقال الساجي صدوق فيه ضعف كان سيء الحفظ كثير الغلط كان يحيى القطان بآخره لا يحدث عنه. وقال بن معين منكر الحديث وكان صاحب سنة روى عن الناس إلى أن قال الساجي وكان أبو داود لا يدخل حديثه في كتاب السنن.
تقريب التهذيب: صدوق اختلط أخيراً (وفى نسخة كثيراً كما أفاد الشيخ الألبانى حفظه الله تعالى) ولم يتميز حديثه فترك.
قال البيهقى فى السنن ٧ / ١٩٢: ليث بن أبى سليم لا يحتج به. وقال الحافظ فى فتح البارى: وليث ضعيف، وقال: وفي الإسناد ليث بن أبي سليم وهو ضعيف وأما قول عطاء فوصله بن أبي شيبة عنه بمثله ورجال إسناده ثقات. وقال ٢/ ٢٥٠: ليث ضعيف. وقال: ليث بن أبي سليم حديثه يستشهد به.
وقال الشيخ الألبانى فى السلسلة الضعيفة ٢ / ٢٩ ح ٥٣٣: ليث ضعيف لاختلاطه كما بينه ابن حبان. وقال فى الصحيحة ١ / ١٩، ٣ / ٣٦١: ليث ضعيف يمكن ان يستشهد به.

<<  <   >  >>